Historia de los Profetas

Al-Jatib Al-Bagdadi d. 463 AH
167

============================================================

ذكر موسى عليه الشلام عضا(1) من عصي الأنبياء وفيهن عصاة موسى وهي عصا أخرجها آدم من الجنة وكانت من الآس طولها عشرة أذرع بذراع موسى وفي أسفلها زج(2) وفي أعلاها شعبتان وفي وسطها محجن(3) وكان شعيب علم أنها عصا لا يحملها إلا رسول من ولد إسرائيل يكلمه الله تعالى تكليما فلما أمر شعيب موسى آن يأخذ من بيته عصا دخل موسى وأخرجها فلمسها شعيب وقال ردها إلى مكانها وخذ غيرها، فدخل موسى فاستقبلته العصا تمشي إليه، ويقال إن شعيبا أمر ابنته أن ترذ العصا وتدسها تحت العصي كلها، ثم آمر موسى بدخول البيت لأخذ العصا فاستقبلته تلك العصا تمشي إليه، ويقال كانت قد ارتفعت فوق العصي فأخذ موسى وأخرجها فلمسها شعيب وقال له: ردها إلى مكانها، وأمر ابنته على الروايتين ففعل حتى ردها ثلاث مرات ويقال سبع مرات في كلهن تستقبله العصا تمشي إليه وترتفع على العصي كلها فيأخذها موسى فعند ذلك علم شعيب أنه هو النبي الذي يكون من بني إسرائيل، فمن ثم عرض عليه النكاح وقال له: أظنك راعي بني إسرائيل وأنت صاحبها فاحفظ بها فإنك سترى لها شأنا عجيبا، وقال كعب الأحبار كانت عصاة موسى من عوسج فكانت أول شجرة نبتت في الأرض ومنها قطعت عصاة موسى فلما علم شعيب أن موسى هو ذلك النبي ازداد فيه رغبة فقال له: إني أريد أن أنكحلك إخدى ابنى هتين [القصص: الآية 27]، والله أعلم فعمل موسى في غنمه ثماني حجج قال: (1) قال كعب: لما قدم مكة عبد الله بن عمرو بن العاص قلت: سلوه عن ثلاث فإن أخبركم فإنه عالم سلوه عن شيء من الجنة وضعه الله للناس وعن أول شجرة غرست في الأرض فسثل عنها فقال عبد الله: أما الشيء الذي وضعه للناس في الأرض من الجنة فهو هذا الركن الأسود وأما أول ما وضع للناس في الأرض فبثر برهوت باليمن يردها أرواح الكفار. وأما أول شجرة وضعها الله تعالى في الأرض فالعوسجة التي اقتطع منها موسى عصاه، فلما بلغ ذلك كعب قال: صدق الرجل وهناك رواية أخرى تختلف عن هذه، وهذا نصها: قال ابن عباس (رضي الله عنه): كتب صاحب الروم إلى معاوية يسأله عن (أربعة أشياء لم يركضوا في رحم) فلما قرا معاوية الكتاب قال: اخزاه الله وما علمي بها ههنا. قيل له اكتب إلى ابن عباس فاسأله عن ذلك، فكتب إليه يسأله عنها، فكتب إليه ابن عباس في الجواب. آما الأربعة التي لم يركضوا في رحم: فآدم وحواء، والكبش الذي فدي به اسماعيل وعصا موسى حيث ألقاها فصارت ثعيانا.

وهذه رواية اخرى: قال اكثر العلماء: كانت عصا موسىن من آس الجنة وكان طولها عشرة أذرع على طول موسى حملها آدم في الأرض فورثها الناس صغيرا عن كبير إلى آن وصلت إلى شعيب فاعطاها موسين. التعلبي - العرائس ص 101.

(2) الرخ: الحديدة التي تركب في أسفل الرمح، والزج تركز به الرمح في الأرض، والسنان يطعن به اين منظور- لسان العرب - باب (زجج) 11/4.

(3) المحجن والمحجنة: العصا المعوجة عصا معقفة الرأس كالصولجان. ابن منظور - لسان العرب 1/ 57، باب (حجن).

Página 167