Historia de los Profetas

Al-Jatib Al-Bagdadi d. 463 AH
161

============================================================

ذكر موسى عليه السلام بيتها فذلك قوله تعالى: فرددنه(1) إلى أيه كن نقر عينها ولا تخزب} ([القصص: الآية 13]. وقال في موضع آخر: ولتعله أت وقد الله حق} (القصص: الآية 13] كلتا الروايتين قد جاءتا في الأخبار قال: فمكث موسى عزيزا مكرما مع أمه حتى ترعرع وقوي وتكلم وكانت امرأة فرعون تدعو به كل غداة فتضعه في حجرها وتضمه إلى صدرها فتقبله وتكرم أمه وفي رواية أنه كان في منزل أبويه قالوا وكلما أحبت آسية رؤيته أرسلت إلى أمه حتى تأتيها به، وبين أيديهما وحولهما فرسان وخدم حتى تدخل عليها قال وهب: ولما تكلم موسى أرسلت آسية إلى أمه أن احملي الي ولدي لأراه فواعدتها يوما تزورها به، وأمرت امرأة فرعون خدمها وقهارمتها وقالت: لا يبقى أحد منكم إلا ويستقبل ابني بكرامة وهدية فجعلت القهارمة والخدم يتباهون في الهدايا له وأرسلت آسية بالمراكب والوصفاء إلى أمه بالرحائل حتى حملت عليها وجعلت الهدايا من كل وجه تستقبل موسى من حين خرج من بيت آمه إلى أن دخل به على آسية فأخذته ووضعته في حجرها وقبلته وضمته إلى صدرها وأكرمت أمه بكل كرامة ثم آمرت خدمها آن يذهبوا به إلى فرعون فلما أبصره فرعون أخذه وضمه إلى صدره ووضعه على حجره وقبله وفرح به، وأمر له بالكرامة وكذلك لأمه فكان موسى ووالدته في قصر فرعون في آتم كرامة ونعمة يأكلان من طعامهم ويلبسان من جديد ثيابهم ويركبان أفضل مراكبهم حتى صار بحيث لا يصبر فرعون ولا يأكل ولا يشرب إلا وموسى في حجره يلقمه بيده فلم يزل موسى في حفظل من الله تعالى حتى بلغ أشده وذلك الذي قال له فرعون: ألر ثريك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين} [الشعراء: الآية 18]. قالوا: ثم إن فرعون لما ظن أن عدوه قد هلك بما قالت الكهنة إن نجم ذلك المولود قد خفي وكان خفاؤه لأجل هلاكه، قالت له ابنته التي شفاها الله تعالى ببركته من البرص: يا أبت لو آمرت بصنعة طعام وتدغو عظماء قومك فرحا بما كان من هلاك عدوك وظفرك بحاجتك وذهاب البرص الذي كان بي، فأمر فرعون بطعام فصع وجمع له عظماء قومه، ثم آمر فأتى بموسى في كرامة ولطف فأقعده في حجره، ثم دفعه إلى هامان ففعل به مثل ذلك، وكذلك جميع القوم يتداولونه ويلطفونه لما يرون من شدة حت فرعون له ثم رجع موسى فقعد في حجر فرعون ثم بسط يده إلى لحيته فمدها ويقال: إنه لطمه باليد الأخرى، وفي رواية أنه كان بلعب بين يديه وفي يده قضيب فضرب بالقضيب رأس فرعون فعظم ذلك عليه وعلى من حوله فقالوا له: أما تذكر أيها الملك ما قالت الكهنة والمنجمون في آمر المولود فإنا نظنه هذا؟ قال: (1) وجاء في الأصل (فرجعناك) والصواب { فرددنتة*

Página 161