Historia de los Profetas

Al-Jatib Al-Bagdadi d. 463 AH
158

============================================================

ذكر موسى عليه السلام كبارهم لا شك أنك تفني بني إسرائيل فتبقى بغير عبيد وحول فاستبقهم فأمر بقتل الغلمان عاما وتركهم عاما فولد هارون في سنة الأمن وموسى في سنة الخوف والقتل فكان هارون اكبر من موسى بسنة وقال وهب: لا بل كان هارون اكبر من موسى بثلاث سنين، وكانت له أخت تسمى مريم أكبر من هارون بثلاث سنين وهي امرأة كالوب بن يوفنا بن فارض بن يهوذا بن يعقوب وولد هارون وأخته قبل آمر فرعون بقتل الولدان وكان اسم آم موسى في رواية محمد بن إسحلق نجيبة بنت شموئيل بن بركيا بن بقيشا بن إبراهيم عليه السلام، وقال وهب: اسمها باختة من ولد لاوي ابنة عم عمران، ويقال: فاختة بالفاء وليس من الأصل قال ابن عباس: ولما تقارب ولادة موسى وضربها الطلق كانت قابلة من القوابل التي وكلهن فرعون بالحبالى صديقة لأم موسى فأرسلت إليها ودعتها وقالت لها هل تنفعني صداقتك اليوم، فقالت: أجتهد في ذلك، فلما ولد موسى قبلته القابلة فرأت نورا على وجهه ارتعشت لذلك مفاصل القابلة ودخل حبه في قلبها فقالت لأم موسى إني لأجد لولدك حبا لم أجده لأحد فاحفظي ولدك فإني أراه عدو الملك وإني أكتم عليك ولكن الحراس قد رأوني حين دخلت عليك وعلموا أتي قابلة فإنهم إن سألوني أقول: دخلت إليها زائرة فإن صدقت وإلا طلب ولدك ففتشت دارك فانظري في أمرك، فلما خرجت القابلة سألها الحراس فقالت ما قالت فلم يصدقوها وهموا بدخول الدار فكان في الدار تنور قد سجر، فلما سمعت أخت موسى الجلبة(1) بالباب طاش عقلها فلفت موسى في خرقة ووضعته في التثور المسجور فدخل الحراس فلم يروا شيئا وزاد أم موسى على حال السكون لم يتغير لها لون ولم يتداخلها ضعف فقالوا لها: لم دخلت عليك القابلة؟ فقالت: هي مصافية لي دخلت علي زائرة فخرجوا عنها، ورجع إليها عقلها فقالت لأخت موسى: أين الصبي؟ فقالت: لا أدري وسمع بكاؤه من التنور فانطلقت أم موسى إلى التنور فوجدت موسى سالما لم تضره النار شيئا فأخذته قال الله تعالى: وأوحينا إلل أو موسك أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه ف الير} [الفضص: الآية 7] الآية، وفي رواية أنه لم يطلع على ولادة موسى غير آخته مريم قط، وروى الضحاك عن ابن عباس آن أم موسى لما خافت عليه فألقى الله تعالى في قلبها أن اقذفيه في التابوت فأقذفيه فى الير [طله: الآية 39] يعني نيل مصر، قال الضحاك : فانطلقت أم موسى إلى نجار فاشترت تابوتا صغيرا فقال لها النجار: ما تريدين بهذا التابوت (1) الجلبة: وفي الأصل جيلة. وجلبة معناه: الاصوات وقيل هو اختلاط الصوت والفعل أجلبوا وجلبوا من الصياح. ابن منظور: محمد بن مكرم بن علي بن أحمد الأنصاري الافريقي ت (711 ه) لسان العرب دار لسان العرب- بيروت، لبنان 476/1 (جلب):

Página 158