Historia de los Profetas

Al-Jatib Al-Bagdadi d. 463 AH
143

============================================================

143 ذكر أيوب عليه الشلام صالح مخلص لله تعالى لا تستطيع أن تغويه فقال اللعين: يا رب كيف أقدر على أيوب، فكيف لا يعبدك ولا يشكرك وقد أعطيته أمنية من الولد والمال والخدم وقرة العين في الدنيا، أما إنك لو ابتليته ونزعت عنه ما أعطيته لتغير عن حاله ويترك عبادتك، فقال الله: كذبت يا ملعون ليس ذلك كما ظننته فقال: يا رب سلطني عليه وعلى ماله وولده فترى كيف يكون حاله في معيشته بعد طاعته إياك، فقال الله تعالى: اذهب فقد سلطتك على ماله وولده، فرجع إبليس إلى مجلسه وجمع الشياطين فقالوا: لم حشرتنا يا سيدنا فقال: قد ترون حال هذا العابد أيوب الذي قد أثنى الله عليه ومدحه وقد سلطني عليه وعلى ماله وولده، فماذا عندكم؟ فقالوا: نحن عونك على ما تريد، ثم إن طائفة منهم قاموا ومعهم عواصف الريح، فقال لهم: انطلقوا إلى غنمه ودوابه ورعاته فاحتملوها حتى فرقوها في البحر ففعل ذلك وجاء عدو الله إلى أيوب على هيئة الراعي وهو يصلي فقال: قد عصفت الريح بإبلك وغنمك ودوابك كلها فأهلكتها فعرفه أيوب فقال له حين فرغ من صلاته الحمد لله الذي هو أعطانيها وهو أخذها وأخرجها منك كما يخرج الزيوان من القمح، ولو كان فيك خير لكنت مثلها فانصرف عدو الله خائبا ثم دعا منهم طائفة أخرى، وقال: ما عندكم قالوا: نحن نكون مثل شهب النار فلا نمر بشيء إلا نحرقه قال: فاذهبوا إلى عقاره وجنانه وزروعه وثمره فأحرقوها ففعلوا، ثم جاء عدو الله إلى آيوب على هيئة قيمها فقال له: يا أيوب أتصلي وقد جاءت النار فأحرقت جنانك وزرعك وثمارك كلها فصيرتها رمادا فلم يرد عليه حتى فرغ من صلاته ثم قال: الحمد لله الذي رزقنيها ثم قبضها مني بلا كلفة مني كما يتقبل القربان من صاحبه وأخرجك منها ولو كان فيك خيرا لكنت مثلها ورجع إلى صلاته فرجع عدو الله خائبا حتى أهلك اللعين جميع أصناف ماله وفي ذلك يأتيه وهو يجيبه بحمد الله والثناء عليه والرضا بقضائه والصبر على بلاثه قال: وقال لطائفة أخرى منهم ما عندكم في آمره فقالوا: نحن نصيح صيحة يزول بها كل شيء نريده، فقال: اذهبوا إلى أهله وولده فزلزلوا عليهم بناءهم فذهبوا وكان أهله وولده في قصر له فزلزلوه وأسقطوا عليهم وشدخوهم فماتوا جميعا ثم جاء عدو الله إلى أيوب وهو يصلي فقال له: قد انهدم قصرك على أهلك وولدك فشدخوهم وماتوا بأجمعهم، وفي رواية أخرى أته كان له عشرة بنين في مسجد بين يدي معلم لهم فأسقط الشياطين المسجد عليهم، فلما أخبره بذلك عدو الله لم يجبه بشيء حتى قضى صلاته، ثم قال: الحمد لله الذي رزقنيهم وهو الذي قبضهم ولو كان فيك خيرا لقبضك معهم ثم رجع عدو الله خائبا ويروى أنه قال: أخذهم الذي أعطانيهم ويروى أنه لما أصيب بكل شيء له دخل بيته ونزع ثيابه، وقال: هكذا جئت إلى الدنيا وفي رواية أخرى أن أيوب جزع على ولده وقال: يا ليت لم تلدني أمي ولم اك شيئا فسر بذلك إبليس فصعد إلى السماء وقال: يا

Página 143