============================================================
ذكر يوسف عليه الشلام النيل حيث تتفرق المياه بمصر فيمر الماء عليه ثم يصل إلى جميع مصر فيكونون كلهم فيه شرغا واحذا ففعلوا ذلك وكان قبره في النيل إلى آن حمله موسى عليه السلام معه حين خرج من مصر ببني إسرائيل فنقله إلى الشام ودفنه بأرض كنعان خارج الحصن حيث هو اليوم فلذلك تنقل اليهود موتاهم إلى الشام من فعل ذلك فيهم، وروى يونس بن عمران عن أبي موسى قال: نزل رسول الله بأعرابي فأكرمه فقال رسول الله: أكرمتنا فأحسنت سل حاجتك؟ فقال: ناقة ترحلها وعنز تحلبها أهلي، فقال چ أعجز هذا أن يكون مثل عجوز بني إسرائيل فقالوا: يا رسول الله وما عجوز بني إسرائيل؟ فقال: إن بني اسرائيل لما خرجوا ضلوا الطريق وأظلم عليهم الليل فقالوا: ما هذا؟ فقال علماؤهم إن يوسف لما حضرته الوفاة أخذ علينا موثقا من الله أن لا نخرج من مصر حتى تنقل عظامه معنا، قال موسى: فمن يعلم موضع قبره؟ قالوا: عجوز لبني إسرائيل فبعث إليها موسى، فأتته فقال: دليني على قبر يوسف فقالت له: وتعطيني حكمي، قال: وما حكمك؟ قالت: أن اكون معك في الجنة فكره أن يعطيها حكمها، فأوحى الله إليه أن أعطها حكمها ففعل، ويروى من طريق آخر أن هذه العجوز كانت مقعدة عمياء فقالت لموسى: ألا أخبرك بموضع قبر يوسف؟ قال: نعم، فقالت له: لا أخبرك حتى تعطيني أربع خصال تطلق رجلي وتعيد إلي بصري وشبابي وتجعلني معك في الجنة قال: فكبر ذلك على موسى فأوحى الله تعالى إليه أن أعطها ما سألت فإنك إنما تعطي علي ففعل فانطلقت بهم إلى موضع عين في مستنقع ماء فاستخرجوه من شاطىء النيل في صندوق من مرمر فلما حملوا تابوته طلع القمر وأضاء الطريق مثل النهار فاهتدوا به وحملوه. وقال أهل التاريخ عاش يوسف بعد موت يعقوب عليه السلام ثلاثا وعشرين سنة ومات وهو ابن مائة وعشرين سنة صلوات الله عليه وعلى جميع الأنبياء والمرسلين والحمد لله رب العالمين
Página 141