Historia de los Profetas

Al-Jatib Al-Bagdadi d. 463 AH
134

============================================================

ذكر يوسف عليه السلام أيتم الأولاد وأرمل الأزواج وأفرق بين الجماعات، قال: فأنت إذا ملك الموت، قال: نعم، قال: فأخبرني عن الأرواح أتقبضها مجموعة أو متفرقة روخا روحا؟ قال: اقبضها روحا روخا، قال: فهل مرت بك روح يوسف في الأرواح؟ قال: لا، قال: فجئتني زائرا أم داعيا؟ فقال: يا نبي الله ما جئتك إلا مسلما فإن الله تعالى لا يميتك حتى يجمع بينك وبين يوسف، ولو كان في الصخرة التي عليها قرار الأرضين وما أذن الله لي في زيارتك إلا لأبشرك وأجيبك عما تسألني عنه، وإن شئت أعلمتك لماذا ابتليت بفقد ولدك قال له: فأعلمني يا عزرائيل فقال: يا إسرائيل الله هل تذكرت الجارية التي اشتريتها عام كذا في شهر كذا، ثم فرقت بينها وبين أبويها قال: نعم يا ملك الموت كأته كان بالأمس، فقال له ملك الموت فلأجل ذلك ابتليت بفقد الولد وهل تعلم لماذا ابتليت بفقد البصر قال: لا، قال: أمرت يوما بذبح جذعة فذبحتها وشويتها في يوم كذا في شهر كذا، فمر تميم العابد العبد الصالح بك وهو صائم ما أفطر منذ أسبوع فاشتم قتار الشوى فلم تطعمه شيئا فعند ذلك أعتق يعقوب من كان بحضرته من العبيد والإماء وأمر أن يذبح كل يوم من أغنامه كبشان ويفرق لحمهما على الفقراء والمساكين فقبل الله ذلك منه وشكره عليه وأتاه الفرج فعند ذلك قال يعقوب: يبنى اذهبوا فتحسشوا من يوشف وأخيه} إلى قوله تعالى: إلا القوم الكفرون} (يوسف: الآية 87]. قال قتادة: ذكر لنا أن تبي الله يعقوب عليه السلام ما ساء ظنه بالله تعالى في طول بلائه ساعة قط من ليل أو نهار فعند ذلك خرج إخوة يوسف راجعين إلى مصر وهذه كرة ثالثة فدخلوا على يوسف فلما دخلوا عليه قالوا يكأيها العزيز [يوسف: الآية 88] أي الملك بلغة مصر مسنا وأهلنا الضر وجثنا بيضكعة مزحلو (يوسف: الآية 88] أي قليلة رديثة لا تنفق في ثمن الطعام إلا بتجاوز من البائع فيها واختلف المفسرون في هذه البضاعة ما هي؟ فقال ابن عباس كانت دراهم رديثة زيوقا لا تنفق إلا بوضيعة وقال ابن أبي مليكة رضي الله عنه كانت خلقة الغرائر والحبال رثة المتاع وقال عبد الله بن الحارث والحسن كانت أمتعة الأعراب الصوف والسمن والأقط وقال الضحاك: كانت النعال والأدم والسويق المقلي فأوف لنا الكيل وتصدق علينا إن الله يجزى المتصدق [يوسف: الآية 88]، قال الضحاك: لم يقولوا إن الله يجزيك إن تصدقت علينا لأنهم لم يعلموا أنه مؤمن، وقال عبد الجبار بن العلائي سثل سفيان بن عيينة هل حرمت الصدقة على أحد من الأنبياء سوى نبينا محمد ي فقال سفيان: ألم تسمع قول الله تعالى: وتصدق علينا} أراهم سفيان أن الصدقة كانت لهم حلالا وإنما حرمت على نبينا عليه الصلاة والسلام فقال لهم يوسف مجيبا لهم عند ذلك هل علمثم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنشر جهلوب} (يوسف: الآية 89] واختلف العلماء في السبب

Página 134