Historia de la literatura del idioma árabe
تاريخ آداب اللغة العربية
Géneros
الباب الثالث
في تاريخ الشعر
الفصل الأول
في تعريف الشعر وفنونه ووجه تعلمه
(1) تعريف الشعر
الشعر لغة: العلم والفطنة، ومنه: ليت شعري، ثم غلب على منظوم الكلام لشرفه بالوزن والقافية كما غلب الفقه على علم الشرع والنجم على الثريا، ومنه حديث: «إن من الشعر لحكمة، فإذا ألبس عليكم شيء من القرآن فالتمسوه في الشعر.» قال في «المزهر»: «وكان الكلام كله منثورا فاحتاجت العرب إلى الغناء بمكارم أخلاقها وطيب أعراقها وذكر أيامها الصالحة وأوطانها النازحة وفرسانها الأنجاد وسمحائها الأجواد؛ لتهز نفوسها إلى الكرم، وتدل أبناءها على حسن الشيم؛ فتوهموا أعاريض فعملوها موازين للكلام، فلما تم لهم وزنه سموه شعرا؛ لأنهم شعروا به.» ا.ه.
والمناطقة يشترطون في الشعر الخيال لا الوزن؛ فإنهم أطلقوه على القياس المركب من قضايا خيالية تؤثر في النفس فتصير مبدأ فعل أو ترك أو رضاء أو سخط أو بسط أو قبض أو لذة أو ألم، وجاءهم هذا من الشعر اليوناني فإن المنطق مأخوذ عن اليونان. والشعر بهذا المعنى يفيد عند الاستعطاف والاستقضاء وفي الإقدام على الهيجاء ونحو ذلك ما لا يفيده البرهان، فإن النفس أطوع إلى التخييل منها إلى التصديق؛ لأنه إليها ألذ وأغرب. ثم قالوا: ويزيد في تأثيره الوزن والصوت، قال عبد الغني النابلسي:
لا تلمني إن السماع يقيت
وهو يحيي بطيبه ويميت
وقال طرفة:
Página desconocida