Historia de la literatura del idioma árabe
تاريخ آداب اللغة العربية
Géneros
ألف أبو الحسن علي المعروف بابن سيده الأندلسي المولود في دولة علي بن مجاهد سنة 397 كتاب «المحكم» على نحو ترتيب كتاب «العين». قال ابن خلدون: «وزاد فيه التعرض لاشتقاقات الكلم وتصاريفها فجاء من أحسن الدواوين، ولخصه محمد بن أبي الحسين (صاحب المستنصر من ملوك الدولة الحفصية بتونس) وقلب ترتيبه إلى ترتيب كتاب «الصحاح» في اعتبار أواخر الكلم وبناء التراجم عليها، فكانا توءمي رحم وسليلي أبوة.»
قال أبو الفضل بن منظور في خطبة كتابه «لسان العرب»: «ولا أقول: شافهت أو سمعت أو شددت أو رحلت أو نقلت عن العرب العرباء أو حملت؛ فهذه دعاوي لم يترك فيها الأزهري وابن سيده مقالا لقائل، فإنهما عينا في كتابيهما عمن رويا، وبرهنا عما حويا، ولعمري لقد جمعا فأوعيا وأتيا بالمقاصد فوفيا، وهما من أمهات كتب اللغة على التحقيق، وما عداهما ثنيات للطريق، غير أن كلا منهما مطلب عسر المهلك، ومنهل وعر المسلك، وكأن واضعه شرع للناس موردا عذبا وحلأهم عنه، وارتاد لهم مرعى مريعا ومنعهم منه ، قد أخر وقدم وقصد أن يعرب فأعجم، فرق الذهن بين الثنائي والمضاعف والمقلوب، وبعد الفكر باللفيف والمعتل والرباعي والخماسي فضاع المطلوب، فأهمل الناس أمرهما وانصرفوا عنهما وكادت البلاد لعدم الإقبال عليهما تخلو منهما؛ وليس لذلك سبب إلا سوء الترتيب وتخليط التفصيل والتبويب.»
وألف ابن سيده كتابا آخر في اللغة سماه «المخصص» جمع فيه الأجناس بحسب معانيها، وجعل لكل باب جنسا وما تعلق به، وهو نافع لمن يذهب من جانب المعنى إلى جانب اللفظ عكس المشهور. قال في خطبته: «فلما رأيت اللغة على ما أريتك من الحاجة إليها لمكان التعبير عما نتصوره وتشتمل عليه نفوسنا وخواطرنا، أحببت أن أجرد فيها كتابا يجمع ما تنشر من أجزائها شعاعا، وتنثر من أشلائها حتى قارب العدم ضياعا ... ثم إني لما وضعت كتابي الموسوم ب «المحكم» مجنسا لأدل الباحث على مظنة الكلمة المطلوبة، أردت أن أعدل به كتابا أضعه مبوبا حين رأيت ذلك أجدى على الفصيح المدره، والبليغ المفوه، والخطيب المصقع، والشاعر المجيد المدقع، فإنه إذا كان للمسمى أسماء كثيرة وللموصوف أوصاف عديدة تنقى الخطيب والشاعر منها ما شاءا واتسعا فيما يحتاجان إليه من سجع أو قافية، على مثال ما نجده في الجواهر المحسوسة كالبساتين تجمع أنواع الرياحين، فإذا دخلها الإنسان أهوت يده إلى ما استحسنته حاستا نظره وشمه.»
وفي المكتبة الخديوية نسخة من «المخصص» ذات 17 سفرا، مكتوبة بقلم مغربي، فيها خروم وتقديم وتأخير، والآن يطبع بمطبعة بولاق الأميرية. وتوفي ابن سيده بدانية سنة 458. (6) «فقه اللغة» للثعالبي
ألف أبو منصور الثعالبي النيسابوري المولود سنة 350 كتاب «فقه اللغة وسر العربية» في ثلاثين بابا تتضمن من الفصول ما يناهز ستمائة فصل، جمع في كل منها من الألفاظ ما هو من واد واحد، فهو مفيد لمن يذهب من جانب المعنى إلى جانب اللفظ ك «المخصص» لابن سيده، وتوفي الثعالبي سنة 425. (7) كتاب «أساس البلاغة» للزمخشري
ألف أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري المولود سنة 467 كتاب «أساس البلاغة» على الترتيب المعهود في حروف المعجم؛ فجعل الكلم المبدوءة بالهمزة في باب والمبدوءة بالباء في آخر، والمبدوءة بالتاء في ثالث وهكذا، وراعى في ترتيب أوساط الكلم من كل باب ما راعاه في ترتيب أوائلها. والكتاب ليس قاصرا على إفادة اللغة بل يرشد أيضا إلى مناهج الإنشاء لكثرة ما فيه من السجع والشواهد والأمثال وبيان المجاز. قال ابن خلدون: «ومن الكتب الموضوعة أيضا في اللغة كتاب الزمخشري في المجاز، بين فيه كل ما تجوزت به العرب من الألفاظ وفيما تجوزت به من المدلولات، وهو كتاب شريف الإفادة.» ولحسن ترتيبه يسهل على الطالب الكشف منه على معاني الكلم، لكن ربما أبطأ به عن نوال المطلوب اقتصار المؤلف في الغالب على وضع الكلمات في التراكيب دون ذكر معانيها صراحا اعتمادا على فهم المطالع واستنباطه معنى الكلمة من الجملة؛ فلهذا ربما يصح أن يقال إنه كتاب مطالعة لا مراجعة، وفضلا عن هذا قد طبع غير مضبوط بالمطبعة الوهبية سنة 1299. وتوفي الزمخشري سنة 538. (8) نهاية ابن الأثير
ألف الإمام مجد الدين أبو السعادات الجزري المعروف بابن الأثير المولود في جزيرة ابن عمرو سنة 544 كتابه الموسوم ب «النهاية في غريب الحديث والأثر»، جمع فيه من غريب الحديث ما في كتابي الهروي وأبي موسى الأصفهاني في غريبي القرآن والحديث، وزاد عليهما، قال: «وقد سلكت طريق الكتابين في الترتيب والوضع على حروف المعجم بالتزام الحرف الأول والثاني من كل كلمة وإتباعهما بالحرف الثالث منها على سياق الحروف، إلا أني وجدت في الحديث كلمات كثيرة في أوائلها حروف زائدة قد بنيت الكلمة عليها حتى صارت كأنها من نفسها، وكان يلتبس موضعها الأصلي على طالبها، فرأيت أن أثبتها في باب الحرف الذي هو أولها وإن لم يكن أصليا ونبهت عند ذكره على زيادته ... وجعلت على ما فيه من كتاب الهروي «هاء» بالحمرة، وعلى ما فيه من كتاب أبي موسى «سينا»، وعلى ما أضفته من غيرهما مهملا من غير علامة.» وتوفي ابن الأثير بالموصل سنة 606. (9) «العباب» و«التكملة» و«مجمع البحرين» للصغاني
من أئمة اللغة العظام «حسن الصغاني» المولود سنة 577 في لاهور (إحدى مدن الهند)، وإنما قيل له: الصغاني؛ لأن أحد أسلافه جاء من صغان، إحدى قرى ما وراء النهر، وتوفي سنة 650 في بغداد، ونقل إلى مكة ودفن فيها. ألف كتابه «العباب الزاخر واللباب الفاخر» في عشرين مجلدا مع أنه لم يكمله، بل انتهى فيه إلى مادة: «بكم»؛ ولهذا قيل:
إن الصغاني الذي
حاز العلوم والحكم
Página desconocida