Historia de la Literatura Árabe en el Siglo XIX y el Primer Cuarto del Siglo XX
تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين
Editorial
دار المشرق
Número de edición
الثالثة
Ubicación del editor
بيروت
Géneros
تاريخ وفاته بهذه العبارة ﵀ علي حسن قويدر) مجموع حروفها سنة وفاته.
أما بلا الشام فاشتهر من علمائها الشيخ محمد أمين بن عمر بن عبد العزيز كان مولده بدمشق سنة ١١٩٨ وفيها توفي سنة ١٢٥٢ (١٧٨٣ - ١٧٣٦) برز بين أدباء وطنه وأخذ عنه علماء الشام وقد صنف في الفقه والتصوف نحو خمسين كتابًا.
وأشهر منه في الشعر الشيخ أمين بن خالد آغا ابن عبد الرزاق آغا الجندي ولد في حمص من أسرة شريفة سنة ١١٨٠ (١٧٦٦) ونشأ بها في طلب العلوم ثم رحل إلى دمشق فامتاز بين أقرانه وشهد له الشيخ عمر اليافي بالتقدم في الشعر. وقد نظم القصائد المفيدة والقدود الفريدة وتفنن خصوصًا في الموشحات والمواليات والأناشيد الموقعة على آلات الطرب وقد غلبت عليه الغزليات. وكان سيال القلم طيب القريحة لم يمض عليه يومًا خاليًا من نظم أو نثر يحرر في يوم ما يعجز عنه غيره فيشهر. وكان أهل زمانه يتزاحمون على مسامرته ويتنافسون على مواصلته ويتغنون بأقواله. وكانت وفاته في حمص سنة ١٢٥٧هـ (١٨٤١م) ودفن قريبًا من الجامع الخالدي. وله ديوان طبع قسمًا منه بالمطبعة السليمية الأديب سليم المدور سنة ١٨٧٠ ثم طبعه سنة ١٨٨٣ أصحاب المكتبة العمومية وأضافوا إليه قسمًا آخر لم ينشر بالطبع. ومنذ عهد قريب تولى نشر ديوان الجندي بتمامه الأديب محمد أفندي كمال بكداش في مطبعة المعارف وهذه الطبعة لا تقل عن ٤٥٠ صفحة ولشهرة هذا الديوان نكتف بذكر بعض. مقاطيع قليلة منه تدل على أساليب ناظمه فمن ذلك قوله من الرجز يصف فيه الربيع في ربوة دمشق:
يا حبَّذا الربوةُ من دمشقِ ... بالفضل حازت قصَبات السبقِ
كم أطلعتَ بها يدُ الربيعِ ... من كل معنىً زائد بديعِ
وفتح الوردُ الكفوفَ إذ دعا ... داعي الصباح للهنا ورَجَّعا
وفكّكت أنامل النسيمِ ... أزرارَ زهر الرَّند والشميمِ
وسقطت خواتم الأزهارِ ... من فَنن الأغصان كالدراري
وانتفَّ سيفُ البرق في أوراقِ ... مذ شام خيل الريح في سباقِ
ما بكت السماءُ بالغمامِ ... إلا وصار الزهرُ في ابتسامِ
ومن محاسن شعره قوله ومخمسًا لأبيات عرضها عليه عبد الله بك العظم في خصام النرجس والورد:
1 / 54