Historia de la Literatura Árabe en el Siglo XIX y el Primer Cuarto del Siglo XX

Luis Shikhu Yasuci d. 1346 AH
131

Historia de la Literatura Árabe en el Siglo XIX y el Primer Cuarto del Siglo XX

تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين

Editorial

دار المشرق

Número de edición

الثالثة

Ubicación del editor

بيروت

Géneros

كانوا يكسبون ثقة الأهلين بحسن تعليمهم وتهذيبهم في مدرسة عين طورا. ثم فتحوا في هذه الأثناء مدرسة أخرى في دمشق لا تزال عامرة. وكذلك الآباء الفرنسيسيون فتحوا مدرسة ثانوية في حلب علموا فيها اللغات وأصول الآداب. ولم تتأخر الطوائف الشرقية في هذه الحلبة. فإنه تعين سنة ١٨٧٢ لكرسي بيروت على الموارنة بعد الطيب الذكر طوبيا عون أحد رجال العلم والعمل السيد المبرور يوسف الدبس فأفرغ الوسع في ترقية أبناء رعيته في معارج التمدن ففتح لهم في بيروت سنة ١٨٧٥ مدرسة الحكمة الشهيرة التي نمت فروعها وبسقت أفنانها وينعت ثمارها إلى يومنا هذا. فتقلد الكثير من المتخرجين فيها المناصب الجليلة وخدموا وطنهم بنشاط عظيم. ومن مساعيه الطيبة لتوسيع نطاق الآداب مطبعته العمومية الكاثوليكية التي اشتراها من يوسف الشلفون شركة مع رزق الله خضرا فنشر فيها مجموعًا واسعًا من المطبوعات الدينية والأدبية والمدرسية منها قسم كبير من قلمه. وفي هذه المدة ثبت قدم جمعية المرسلين اللبنانيين التي أسسها المطران يوحنا حبيب سنة ١٨٦٥ فأخذت تزداد عددًا وفضلًا بهمة منشئها الفاضل. أما الروم الكاثوليك فإن مدرستهم البطريركية بلغت في هذه الآونة أوج عزها بحسن إدارة رؤسائها وشهرة أساتذتها. وكان جل اهتمامها إتقان اللغة العربية بفروعها. وعني السيد البطريرك غريغوريوس يوسف بإنشاء مدرسة أخرى لأبناء طائفته في دمشق سلم إدارتها إلى كهنة أفاضل أحكموا تدبيرها. وفي هذا الطور أنشئت مطابع جديدة كالمطبعة السليمية لسليم أفندي مدور ومطبعة القديس جاورجيوس المروم ومطبعة جمعية الفنون المسلمين. وقد ظهرت في كل هذه المطابع تآليف متعددة نشرنا في المشرق أسماءها. وكذلك الجرائد والمجلات فقد أنشئ منها ما راجت سوقه. وكان الأدباء في ذلك الوقت حاصلين على حريتهم لا يعيقهم في نشر المطبوعات عائق المراقبة. والجرائد تروي الأخبار كما تشاء لا يعترض عليها إلا إذا خرجت عن طورها وتعدت حدودها. وقد سبق لنا ذكر مجلة الجنان التي أنشأها المعلم بطرس البستاني وعهد بتحريرها إلى ابنه سليم سنة ١٨٧٠ وفيها باشر بجريدتين الواحدة أسبوعية وهي الجنة والثانية يومية دعاها الجنينة وهذه الأخيرة لم تطل مدتها. أما الأوليان فاشتغلتا خمس عشرة سنة فأكسبتا الأسرة

1 / 132