وتتوصل إلى أخذه أسيرا. فإذا أطلت عليك أو ألفتك به ان لم تتمكن من أخذه، تصير [1] إلى لألحقك منازل الأكابر من نظرائك.» قال: «أفعل» .
وواقفه وعاهده وشرط عليه أن يقلده حجبة حجاب الأمير أبى منصور وخلاه ليلا، واشيع من غد بأنه هرب من الاعتقال، وصار جوامرد إلى ابن بختيار وعاود خدمته.
وسار الموفق مجدا مغذا حتى أطل على جيرفت واستأمن إليه من بها من أصحاب ابن بختيار ودخلها ونزل بظاهرها واجتمع إليه أبو سعد فناخسره ابن باجعفر وأبو الخير شهرستان بن ذكى وأبو موسى خواجه بن سياهجنك وغيرهم من الوجوه وقالوا له:
- «قد أسرفت أيها الموفق فى هذا السير الذي سرته وحملت نفسك [21] فيه على ما لا تؤمن عاقبته وأنت فى فعلك بين حالين: إما أن تهجم هجوما ينعكس علينا فقد أهلكت نفسك ونعوذ بالله بيدك وأهلكتنا، وإما أن تظفر بهذا الرجل فقد زال به ما كانت الحاجة داعية إليك وإلينا فيه. ومتى أمن هذا الملك كان أمنه سببا للتدبير علينا وامتداد عينه إلى نعمنا وأحوالنا، وتركك الأمر على جملته ووقوفك فيه عند ما بلغته أولى وأصلح.» فقال لهم:
- «قد صدقتم فى قولكم ونصحتم فى رأيكم، ولكنى قد حملت هذا من قصد هذه البلاد على ما خالفت فيه كل أحد من نصحائه وأصحاب رأيه ولزمني بذلك وبحكم ما لبسته من نعمته أن أوفيه الحق فى مناصحته وأبذل له الوسع فى طلب عدوه. ولا بد أن تساعدونى وتحملوا على نفوسكم فى
Página 417