Taʾrih
تأريخ
Investigador
أبو القاسم إمامي
Editorial
سروش، طهران
Número de edición
الثانية، 2000 م
Géneros
من كان مثلي على الحال التي أنا معتقدها من اعتزال الأموال والرغبة عن العمل، فلا حاجة به إلى دواب وبغال. وقد قدت ما قاده الأولياء إلى إلى الاصطبل. لأنه أولى به ومتى أردت مركبا أركبه استدعيت منه ما أريده فى وقت الحاجة إليه وإن من شروط ما اعتزمته أيضا ان أقل الاجتماع مع الناس وانفرد بنفسي والدعاء للملك وأسال أن يختار أحد ثقات الستريين ويرتب على بابى لرد من يقصدني ومنع من يحاول الدخول إلى. فإنه إذا رأى مثل هذا الفعل وسمع عنك مثل هذا القول سكن وأنس وأمكنك وأمكننا ان نتلطف لك من بعد فى اخراجك الى منزلك ببغداد او الاستئذان لك فى قصد بعض المشاهد وتملك حينئذ نفسك فتصرفها على اختيارك.» قال أبو نصر: فلما سمعت من أبى الخطاب هذه المشورة علمت أنها صادرة عن النية الصحيحة وعدت إلى الموفق فأخبرته بما كان. فكان من جوابه: أبو الخطاب يريد أن يردني إلى الحبس ردا جميلا. ولم يقبل هذا الرأى ولا دخل له قلبا ولا خالط فكرا. وأقام الدواب بين يديه الى المراود والكرداخورات يسمنها ويضمرها وفتح بابه وقعد فى ثلثة مخاد بين اثنتين منها سيف والى جانبه ترس وزوبينات وعليه قميص صوف وكان يدخل إليه أبو طالب زيد بن على صاحب الصاحب أبى محمد ابن مكرم وأبو العباس أحمد بن على الوكيل فيحدثهما ويحدثانه ويباسطهما ويباسطانه ويعيدان عليه ما يتسوقان عنده به ويعيدان عنه ما يتسوقان به عليه.
وورد الوزير أبو غالب قادما [94] من سيراف وقد كان خرج إليها بعد وفاة الفرخان بن شيراز لتحصيل أمواله وإثارة ودائعه وترددت المراسلات بينه وبين الموفق بالجميل الذي كنت أسدى وألحم فيه وأخذت لكل واحد منهما عهدا على صاحبه ومضى على ذلك زمان.
فأعاد أبو العباس الوكيل وأبو طالب زيد على الوزير أبى غالب على الموفق ما أوحشاه به وكان مخالفا لما أورده عليه عنه وشك فى قولهما وقولي وأراد امتحان صدقهما أو صدقى. فاستدعى أستاذ الأستاذين أبا الحسن علمكار، وكان الموفق شديد الثقة به والوزير أبو غالب على مثل هذا الرأى فيه. فقال:
- «أريد ان أخرج إليك بسر أشرط عليك أولا كتمانه ثم استعمال الفتوة والنصيحة فيه.» فقال: «ما هو؟» قال: ان أبا نصر الكاتب يجيئني ويورد على عن الموفق الجميل الذي يسكن إلى مثله يجيئني بعده أبو طالب وأبو العباس فيحدثانى عنه ما يناقض ذلك ويقتضينى والنفور منه [1] وأريد أن تمتحن ما فى نفسه وتطاوله مطاولة يستخرج بها ما عنده وتصدقني عما تقف عليه لأعمل بحسبه.
فوعده أبو الحسن وصار الى الموفق وأقام عنده طويلا وجاراه من الحديث ضروبا. ثم أورد فى عرض ذلك ذكر الوزير أبى غالب فخرج اليه بالشكر له وسوء الرأى فيه وعاد أبو الحسن الى الوزير أبى غالب فقال له:
Página 500