43

Libro de Historia

كتاب التأريخ

Editorial

دار صادر

Ubicación del editor

بيروت

وسار يوشع حتى انتهى إلى البلقاء فلقي رجلا يقال له بالق وبه سميت البلقاء فجعلوا يخرجون يقاتلونه فلا يقتل منهم رجلا واحدا فسأل عن ذلك فقيل له إن في مدينته امرأة منجمة تستقبل الشمس بفرجها ثم تحسب فإذا فرغت عرضت عليها الحيل فلا يخرج يومئذ من حضر أجله فصلى يوشع ركعتين ثم دعا أن يؤخر الله الشمس ساعة فأخرت له ساعة فاختلط عليها حسابها فقالت لبالق أنظر ما كانوا يسألونك فأعطهم فإن حسابي قد اختلط علي قال تصفحي آلتك وأخرجي منها فإنه لا يكون صلح إلا بقتال فتصفحت الحيل على غير علم منها لاختلاط الأمر عليها فقتلوا قتلة لم يقتلها قوم فسألوا يوشع الصلح فأبى عليهم حتى يدفعوا إليه المرأة فقال بالق لا أدفعها فقالت ادفعني إليه فدفعها إليه وصالح فقالت له هل تجد فيما انزل على صاحبك قتل النساء قال لا قالت فإني قد دخلت في دينك قال فاسكني في مدينة أخرى فأنزلها مدينة أخرى

ولما افتح يوشع بن نون البلقاء اكثر بنو إسرائيل الزناء وشرب الخمور ووقعوا على النساء وكثرت فيهم الفاحشة فعظم ذلك على يوشع بن نون وخوفهم الله وحذرهم سطوته فلم يحذروا فأوحى الله عز وجل إلى يوشع بن نون إن شئت سلطت عليهم عدوهم وان شئت أهلكتهم بالسنين وان شئت بموت حثيث عجلان فقال هم بنو إسرائيل و لا احب أن تسلط عليهم عدوهم و لا يهلكوا بالسنين ولكن بموت حثيث فوقع فيهم الطاعون فمات في وقت واحد سبعون ألفا

وكانت أيام يوشع في بني إسرائيل بعد موسى بن عمران سبعا وعشرين سنة

ثم كان على بني إسرائيل بعد يوشع بن نون دوشان الكفري فلبث فيهم ثماني سنين ثم كان بعد دوشان عثنايل بن قنز أخي كالب من سبط يهوذا ابن يعقوب أربعين سنة وقد كان كثر ظلم بني إسرائيل وعتوهم فسلط الله عليهم كوشان جبار مؤاب فلما ملك عثنايل قتل كوش وملك أربعين سنة

ثم ارتدت بنو إسرائيل إلى الكفر فسلط الله عليهم عقلون ملك مؤاب خمس عشرة سنة ثم تابوا فبعث الله لهم رجلا يقال له اهود بن جيرا من سبط افرائيم فقتل عقلون ملك مؤاب وكان يقاتل بشماله ويمينه فسموه ذا اليمنين وهو أول من طبع السيوف ذوات الحدين وكانت قبله ذوات اقفية وفي زمانه بنيت البنية بالشأم وفي خمس وعشرين سنة من ملك اهود تم الألف الرابع

Página 47