314

Libro de Historia

كتاب التأريخ

Editorial

دار صادر

Ubicación del editor

بيروت

ثم كانت وقعة الخندق وهو يوم الأحزاب في السنة السادسة بعد مقدم رسول الله بالمدينة بخمسة وخمسين شهرا وكانت قريش تبعث إلى اليهود وسائر القبائل فحرضوهم على قتال رسول الله فاجتمع خلق من قريش إلى موضع يقال له سلع وأشار عليه سلمان الفارسي أن يحفر خندقا فحفر الخندق وجعل لكل قبيلة حدا يحفرون إليه وحفر رسول الله معهم حتى فرغ من حفر الخندق وجعل له أبوابا وجعل على الأبواب حرسا من كل قبيلة رجلا وجعل عليهم الزبير بن العوام وأمره إن رأى قتالا أن يقاتل وكانت عدة المسلمين سبعمائة رجل ووافى المشركون فأنكروا أمر الخندق وقالوا ما كانت العرب تعرف هذا وأقاموا خمسة أيام فلما كان اليوم الخامس خرج عمرو بن عبد ود وأربعة نفر من المشركين نوفل بن عبد الله بن المغيرة المخزومي وعكرمة ابن أبي جهل وضرار بن الخطاب الفهري وهبيرة بن أبي وهب المخزومي فخرج علي بن أبي طالب إلى عمرو بن عبد ود فبارزه وقتله وانهزم الباقون وكبا بنوفل بن عبد الله بن المغيرة فرسه فلحقه علي فقتله وبعث الله عز وجل على المشركين ريحا وظلمة فانصرفوا هاربين لا يلوون على شيء حتى ركب أبو سفيان ناقته وهي معقولة فلما بلغ رسول الله ذلك قال عوجل الشيخ وكانت الحرب على ما روي بعضهم ثلاثة أيام بالرمي بغير مجالدة ولا مبارزة واتصلت في اليوم الثالث حتى فاتت صلاة الظهر وصلاة العصر وصلاة المغرب وصلاة العشاء الآخرة فقال رسول الله شغلونا عن الصلاة ملأ الله بطونهم وقبورهم نارا ثم أمر بلالا فأقام الصلاة فصلى الظهر ثم العصر ثم المغرب ثم العشاء وذلك قبل أن ينزل عليه

﴿فإن خفتم فرجالا أو ركبانا

وفي هذه الوقعة ظهر النفاق وقال المنافقون تعد يا محمد بقصور كسرى وقيصر ولأحدنا لا يقدر على الغائط ما هذا إلا غرور فأنزل الله عز وجل سورة الأحزاب وقص فيها ما قص فكان قوم من اليهود صاروا إلى رسول الله منهم حيي بن أخطب وسلام بن أبي الحقيق فقالوا له يا محمد نزل

﴿الم

قال نعم قال جاءك بها جبريل من عند الله قال نعم قال حيي بن أخطب ما بعث الله نبيا إلا أعلمه قدر ملكه فالألف واحد واللام ثلاثون والميم أربعونه فذلك إحدى وسعبون سنة فهل غير هذا قال نعم

﴿المص

قال هي أثقل وأطول ألف واحد ولام ثلاثون والميم أربعون وصاد ستون فهذه إحدى وثلاثون ومائة سنة فهل غير هذا قال نعم

﴿الر

قال هي أثقل وأطول ألف واحد ولام ثلاثون وراء مائتان فهذا مائتان وإحدى وثلاثون سنة فهل غير هذا قال نعم

﴿المر

قال هذا أثقل وأطول ألف واحد ولام ثلاثون وميم أربعون وراء مائتان فهذا مائتان وإحدى وسبعون لقد لبس علينا أمرك يا محمد فلا ندري أقليلا أعطيت أم كثيرا ولعلك قد أعطيت

﴿الم

و

﴿المص

و

﴿الر

و

﴿المر

فذلك سبعمائة وأربع وستون سنة وقتل يوم الخندق من المسلمين ستة ومن المشركين ثمانية

Página 51