311

Libro de Historia

كتاب التأريخ

Editorial

دار صادر

Ubicación del editor

بيروت

وكانت وقعة أحد في شوال بعد بدر بسنة اجتمعت قريش واستعدت لطلب ثأرها يوم بدر واستعانت بالمال الذي قدم به أبو سفيان وقالوا لا تنفقوا منه شيئا إلا في حرب محمد فكتب العباس بن عبد المطلب إلى رسول الله بخبرهم وبعث بالكتاب مع رجل من جهينة فخبر رسول الله أصحابه بخبرهم وخرج المشركون وعدتهم ثلاثة آلاف ورئيسهم أبو سفيان بن حرب وكان رأي رسول الله ألا يخرج من المدينة لرؤيا رآها في منامه أن في سيفه ثلمة وأن بعيرا يذبح له وأنه أدخل يده في درع حصينة وتأولها محمد أن نفرا من أصحابه يقتلون وأن رجلا من أهل بيته يصاب وأن الدرع المدينة فأشارت عليه الأنصار بالخروج فلما لبس لباس الحرب ردت إليه الأنصار الأمر وقالوا لا نخرج عن المدينة فقال الآن وقد لبست لأمتي والنبي إذا لبس لأمته لا ينزعها حتى يقاتل ويفتح الله عليه فخرج وخرج المسلمون وعدتهم ألف رجل حتى صاروا إلى أحد ووافى المشركون فاقتتلوا قتالا شديدا فقتل حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله رماه وحشي عبد لجبير بن مطعم بحربة فسقط ومثلت به هند بنت عتبة بن ربيعة وشقت عن كبده فأخذت منها قطعة فلاكتها وجدعت أنفه فجزع عليه رسول الله جزعا شديدا وقال لن أصاب بمثلك وكبر عليه خمسا وسبعين تكبيرة وانهزم المسلمون حتى بقي رسول الله وما معه إلا ثلاثة نفر علي والزبير وطلحة وقال المنافقون قتل محمد ورماه عبد الله بن قمئة فأثر في وجهه واقتحم خالد بن الوليد وكان على ميسرة المشركين الثغرة فقتل عبد الله بن جبير وجماعة من المسلمين ناشبة كان رسول الله صيرهم على تلك الثغرة ودخل عسكر رسول الله وفيه كانت هزيمة المسلمين قال الله تعالى

﴿إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم

وعاتب الله المسلمين في آيات من كتابه وقتل من المسلمين ثمانية وستون رجلا ومن المشركين اثنان وعشرون رجلا ثم رجع المشركون وفرق الله جمعهم وجاء يهودي حتى وقف على باب الأطم الذي فيه النساء وكان حسان بن ثابت معهن فصاح اليهودي اليوم بطل السحر ثم ارتقى يصعد فقالت صفية بنت عبد المطلب يا حسان أنزل إليه فقال رحمك الله يا بنت عبد المطلب لو كنت ممن ينازل الأبطال خرجت مع رسول الله أقاتل فأخذت صفية السيف وقيل أخذت هراوة فضربت اليهودي حتى قتلته ثم قالت انزل فاسلبه فقال لا حاجة لي في سلبه وروي أن رسول الله ضرب لصفية يومئذ بسهم فلما كان من غد يوم أحد نادى رسول الله فخرجوا على علتهم وعلى ما أصابهم من الجروح وخرج رسول الله حتى انتهى إلى حمراء الأسد ثم رجع إلى المدينة ولم يلق كيدا فهم الذين أجابوا الله ورسوله من بعد ما أصابهم القرح

Página 48