Libro de Historia
كتاب التأريخ
Editorial
دار صادر
Ubicación del editor
بيروت
وعمل قوم لوط المعاصي وكانوا يأتون الذكران من العالمين وذلك أن إبليس لعنه الله تعالى تراءى لههم في صورة غلام امرد ثم أمرهم أن ينكحوه فاشتهوا ذلك حتى تركوا نكاح النساء واقبلوا على نكاح الذكران فنهاهم لوط فلم ينتهوا وجاروا في الأحكام حتى ضرب بهم في الجور المثل وقالوا أجور من حكم سدوم وكان الرجل منهم إذا نال أحدا بمكروه فضربه أو سحه قال له اعطني اجرا على فعلي بك وكان لهم حكمان يقال لهما شقرى وشقروني يحكمان بالجور والظلم والعدوان
ولما كثر عمل قوم لوط وجورهم بعث الله عز وجل ملائكة لهلاكهم فنزلوا في بإبراهيم وكان يضيف الأضياف ويعمل القرى فلما نزلوا به قرب إليهم عجلا مشويا فلما رآهم لا يأكلون نكرهم فعرفوه بأنفسهم وقالوا أنا رسل ربك لهلاك أهل هذه القرية يعنون سدوم القرية التي كان فيها قوم لوط فقال لهم إبراهيم إن فيها لوطا قالوا نحن اعلم بمن فيها لننجينه وأهله إلا امرأته
وكانت سارة امرأة إبراهيم واقفة فعجبت من قولهم فبشروها بإسحاق فقالت أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخ كبير وكان إبراهيم ابن مائة سنة وهي بنت تسعين فلما أتوا إلى لوط ورأتهم امرأته دخنت لقومها فجاءوا إلى لوط إلينا فقالوا ادفع ألينا اضيافك فقال لا تفضحون في ضيفي فلما اكثروا صدهم جبريل فأعماهم فقالوا له إنا مهلكوهم قال فمتى قالوا الصبح قال توخرونهم إلى الصبح قال له جبريل أليس الصبح بقريب فلما كان السحر قال له جبريل اخرج ثم قلبها عليهم ويقال نزلت عليهم نار فلم ينج منهم أحد وكانت امرأة لوط فيهم فمسخت ملحا فما بقي منهم مخبر
ووهب الله لإبراهيم إسحاق بن سارة فعجب الناس من ذلك وقالوا شيخ ابن مائة سنة وعجوز بنت تسعين سنة فخرج إسحاق أشبه شيء بإبراهيم
Página 26