Targhib Wa Tarhib
الترغيب والترهيب للمنذري ت عمارة
Editorial
مكتبة مصطفى البابي الحلبي
Número de edición
الثالثة
Año de publicación
١٣٨٨ هـ - ١٩٦٨ م
Ubicación del editor
مصر
المسجد بيت كل تقى
٨ - وعن أبي هريرة ﵁ عن النبى ﷺ قال: إن للمساجد أوتادًا (١) الملائكة جُلساؤُهُم، إن غابوُا يفتقدوهم (٢)، وإن مرضوا عادوهم (٣)، وإن كانوا في حاجةٍ أعانوهم، ثم قال: جليس بالمسجد على ثلاث خصالٍ: أخٌ (٤) مستفادٌ أو كلمة حكمةٍ (٥)، أو رحمةق منتظرةٌ (٦). رواه أحمد من رواية ابن لهيعة، فإنه ليس في أصلى، وقال صحيح على شرطهما.
٩ - وعن أبي الدرداء ﵁ قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: المسجد بيت كل تقىٍّ (٧)، وتكفلَ (٨) الله لمن كان المسجد بيته بالرُّوح (٩)
= مجالس الصالحين، ومشاورة الفضلاء، ونصائح الحكماء، وتجارب العقلاء، وأوامر المرشدين، واعملوا بقول الله ﵎: (واعتصموا بحبل الله جميعًا والاتفرقوا) وحبل الله: دين الإسلام، ونور كتابه، وسنة حبيبه، ولا تتفرقوا عن الحق، ولا تميلوا إلى الهوى، وحافظوا أيها المسلمون على ما اجتمع عليه المؤمنون وأكثروا من الذهاب إلى المساجد.
(١) أي روادا محافظين على الجلوس، وفى المحيط: أوتاد الأرض: جبالها، ومن البلاد: رؤساؤها ومن الفم: أسنانه، والوتد مارز في الأرض أو الحائط من خشب أهـ.
(٢) يسألوا عنهم، ويشعروا بفقدهم، ويروا ثغرة في عدم وجودهم.
(٣) زاروهم ودعوا لهم بالشفاء والثواب.
(٤) صحبته فيها فائدة، وناصح أمين لله، ومستقيم، وذو مروءة لله، وثقة وثبت لله، وأخوة دائمة ومحبة باقية ينتظر منه العون، والمساعدة، والإخلاص لله. ما أحلى صحبة أخ لله عرفته من بيت الله. وقد قال الإمام على كرم الله وجهه:
وكل مودة لله تصفو ... ولا يصفو على الفسق الإخاء
(٥) في نسخة: محكمة: أي تسمع في المسجد تفسير آية من كلام الله جل وعلا، أو حديث من قول خير البرية ﷺ، أو حكمة، أو مثلا، أو رأى عاقل صالح مؤمن.
(٦) لا شك أن الذى في المسجد لعبادة الله يغمره الله برحمته، ويمده بإحسانه ونعيمه.
(٧) خائف من الله، وامتلأ قلبه خشية، وعمل صالحًا.
(٨) ضمن.
(٩) أي الحياة الصحيحة المشوبة بالسعادة.
في النهاية حديث (تحابوا بذكر الله وروحه) أراد ما يحيا به الخلق ويهتدون، فيكون حياة لهم، وقيل: أراد أمر النبوة، وقيل: هو القرآن أهـ ص ١٠٨ والمعنى: تعهد الله بثلاثة لمن اتخذ المسجد منزلا وعكف على عبادة ربه وأدى أوقاته الخالية من عمله فيها.
أولا: أن يفقهه في الدين ويعلمه، ويمن عليه بالقبول والرضوان، وأن يمر على الصراط فائزا منصورا والصراط: جسر ممدود على متن جهنم يرده الأولون والآخرون حتى الكفار. أرق من الشعرة، وأحد من السيف، وأوله في الموقف، وآخره على باب الجنة، وطول مسيره ثلاثة آلاف سنة. ألف منها صعود، وألف منها هبوط، وألف منها استواء، والله أعلم. وقال سيدى محي الدين العربى: هو سبع قناطر كل قنطرة ثلاثة آلاف عام يسأل عن الإيمان، ثم الصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، والطهر، والمظالم أهـ. =
1 / 220