177

Targhib Wa Tarhib

الترغيب والترهيب للمنذري ت عمارة

Editorial

مكتبة مصطفى البابي الحلبي

Número de edición

الثالثة

Año de publicación

١٣٨٨ هـ - ١٩٦٨ م

Ubicación del editor

مصر

يقول: المُؤَذِّنُونَ أطول الناس أعناقًا (١)
يوم القيامة. رواه مسلم، ورواه ابن حبان في صحيحه من حديث أبى هريرة ﵁.
١٤ - وروى عن أنس بن مالك ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: لو أقسمت لبررتُ، إن أحبَّ عبادِ الله لَرُعاةُ الشمسِ والقمرِ (٢) يعنى المؤذنين، وإنهم ليعرفون يوم القيامة بطول أعناقهم. رواه الطبراني في الأوسط.
١٥ - وعن أبن أبى أوفَى ﵁: أن النبى ﷺ قال: إن خيار عباد الله الذين يُراعون الشمس والقمر (٣) والنجوم لذكر الله. رواه الطبراني واللفظ له والبزّار والحاكم وقال: صحيح الإسناد، ثم رواه موقوفا، وقال: هذا لا يفسد الأول لأن ابن عيينه حافظ، وكذلك ابن المبارك انتهى، ورواه أبو حفص بن شاهين، وقال: تفرّد به ابنعيينة عن مسعر، وحدّث بن غيره، وهو حديث غريب صحيح.
١٦ - وروى عن جابرٍ ﵁ أن رسول الله ﷺ قال:

(١) قامة: أي أكثر الناس تشوفا إلى رحمة الله تعالى لأن المتشوف يطيل عنقه إلى ما يتطلع إليه، فمعناه كثرة ما يرونه من الثواب. وقال النضر بن شميل: إذا ألجم الناس العرق يوم القيامة طالت أعناقهم لئلا ينالهم ذلك الكرب والعرق، وقيل معناه أنهم سادة ورؤساء، والعرب تصف السادة بطول العنق، وقيل أكثر اتباعا وقال ابن الأعرابى: معناه أكثر الناس أعمالا، قال القاضى عياض وغيره ورواه بعضهم إعناقا بكسر الهمزة أي إسراعا إلى الجنة من سير العنق، وقال العلماء: وإنما أدبر الشيطان عند الأذان لئلا يسمعه فيضطر إلى أن يشهد له يوم القيامة بذلك. وفيه فضيلة الأذان والمؤذن. واختلف هل الأذان أفضل أم الإمامة؟ كل له رأى، والله أعلم، إنما المدار على إخلاص العمل لله. وأرى إن الإمامة أفضل على شريطة القيام بحقوقها، وجميع خصالها كما قال العلماء، وإلا فالأذان أفضل. إن الإمام أينما وجد قدوة حسنة فيجب أن يكون عنوان الأدب ومثال الكمال، وقد واظب على الإمامة سيدنا رسول الله ﷺ، وأبو بكر، وعمر، والأئمة بعدهم ﵃. قال بعض السلف: ليس بعد الأنبياء أفضل من العلماء، ولا بعد العلماء أفضل من الأئمة المصلين.
قال الغزالي: أمانة الإمام الطهارة باطنا عن الفسق والكبائر والإصرار على الصغائر، فالمترشح للإمامة ينبغىن يحترز عن ذلك بجهده فإنه كالوفد، والشفيع للقوم، فينبغى أن يكون خير القوم، وكذا الطهارة ظاهرا عن الحدث والبث، فإنه لا يطلع عليه سواه؛ فإن تذكر في أثناء صلاته حدثا، أو أخرج منه ريح فلا ينبغى أن يستحى بل يأخذ بيد من يقرب منه ويستخلفه، فقد تذكر رسول الله ﷺ الجنابة في أثناء الصلاة، فاستخلف واغتسل، ثم رجع، ودخل في الصلاة. أهـ ص ١٥٧ جـ ١.
وقال سفيان: صل خلف كل بر وفاجر إلا مدمن خمر، أو معلنًا بالفسوق؛ أو عاقا لوالديه، أو صاحب بدعة، أو عبدًا آبقا.
(٢) أي الذين يترقبون حركات الكواكب لترشدهم إلى أوقات عبادة الله م صبح وظهر وعصر ومغرب وعشاء وصلاة السنة كالضحى والسحر
(٣) في نسخة: يراعون الشمس والنجوم.

1 / 178