Educación y Enseñanza en el Islam
التربية والتعليم في الإسلام
Géneros
وقد تطور أمر هذه المجالس في القصور إلى مجالس كانت تعقد في المحلات العامة كالطرقات والأندية، يتناقش فيها العلماء ويتناظرون أمام الجمهور بشكل جذاب ومفيد .
39
ومن أشهر مجالس الأماكن العامة مجالس المربد وحلقاته في البصرة، وقد كانت تضم إلى علماء المدينة وأئمتها جمهرة كبيرة فاضلة من علماء البادية ورواة أخبارها، الذين كانوا يقصدون «المربد» للامتياز والمشاركة في ذلك النشاط الأدبي والنحوي واللغوي بصورة عامة.
وكان العلماء والإخباريون الحضريون يرحبون بمقدم هؤلاء البدو الأذكياء ليفيدوا من علمهم ورواياتهم، وكان كثير من طلاب العلم يقصدون تلك المجالس ليدونوا ما يجري فيها من الأحاديث، أو لينقلوا عن علماء البادية ما يحفظون من أخبار قبائلهم وأنسابها وأشعارها ومنثورها. وفي «المربد» أيضا كان جرير والفرزدق والأخطل وأصحابهم يلقون قصائدهم ومعارضاتهم. وقد ظل هذا الأمر طوال العصر الأموي، فلما جاء العصر العباسي وكثر العلماء ازدادت الحركة في تلك الأسواق العلمية وأضحت في فجر العصر العباسي «مدارس» منظمة إن صح استعمال هذا التعبير.
وكان كثير من أئمة النحو واللغة أمثال الأصمعي وأبي عمرو بن العلاء وقطرب والكسائي والخليل وسيبويه و... يقصدونها ويفيدون منها، بل إن كثيرا منهم اعتمد في تثقيف نفسه وتخريجها على ما حفظه من رواة البادية الفحول الذين كانوا يقصدون تلك الأسواق العلمية. (1-2) الكتاتيب ومعلموها
الكتاتيب:
عني العرب منذ «الجاهلية» وصدر الإسلام بأطفالهم عناية خاصة؛ فأبناء الخواص منهم كانوا يلقون عناية شديدة لتثقيفهم روحيا وتربيتهم جسمانيا،
40
كما أن أبناء العوام لم يكن أمرهم مهملا. يقول المستشرق دييس في دائرة المعارف الإسلامية: إن التعليم في مدارس الأطفال «الكتاتيب» كان أقدم من التعليم الذي جاء به الإسلام؛ بحيث إن الطفل الجاهلي كان يلقن مبادئ القراءة والكتابة، وكذلك كان الأمر في صدر الإسلام، وقد كان ليهود المدينة أثر واضح في تعليم أطفال العرب،
41
Página desconocida