Educación y Enseñanza en el Islam
التربية والتعليم في الإسلام
Géneros
وكل هذه المساجد الجامعة إنما بنيت ببساطة لم تحوج بناتها إلى الاستعانة بالمعابد أو الكنائس المصرية والإفريقية أو الرومية كما يزعم المستشرقون. قال الأستاذ أحمد فكري في كتابه عن مسجد القيروان: «... فواجبات الصلاة إذن وفروضها وسننها وعادات العرب وطبيعة بلادهم؛ كل هذه دون غيرها كانت الأساس في تكوين نظام البيت الذي يجتمع فيه المسلمون للصلاة، وهي الأساس في تكوين مسجد الرسول بالمدينة، وإن لبيت الصلاة عنصرا آخر هو المحراب ... وقد اتفق المؤرخون وعلماء الآثار على أنه لم يدخل في نظام مساجد الإسلام الأولى ... ولكننا لا نذهب إلى مثل ما ذهبت إليه غالبيتهم من أن هذا العنصر من المسجد مشتق من الكنائس أو أنه محور من محاريبها ... فمحراب الكنائس فناء كبير في صدر الكنيسة يتسع على الأقل لمنضدة توضع عليها معدات الشعائر والمراسيم، وفضاء فسيح يروح فيه القائم بهذه الأشياء ويغدو من غير عائق، أما محراب المسجد فهو جوفة في حائط لا تتسع لغير ركوع الإمام وسجوده وجلوسه. والاختلاف شديد بين الوظيفة التي يؤديها هذا والمهام التي يسعها ذلك ...»
22
وفي المسجد النبوي والمساجد الأولية الأخرى التي شيدت في عهد النبي وخلفائه كانت تقوم حلقات العلم ومجالس القصاص الذين كانوا يذكرون الناس ما نسوا من أمر الآخرة، ويعلمونهم أمور دينهم، ويمزجون ذلك ببعض ضروب من العلم والحكمة والمعرفة والموعظة الحسنة من نثر ونظم. وقد ظهر هؤلاء القصاص في زمن مبكر جدا،
23
ويقال إن أول من قص في المسجد النبوي هو الصحابي الفصيح العالم تميم الداري،
24
فقد رووا أنه كان يحلق حوله حلقات يعظ فيها الناس في مسجد النبي كل يوم جمعة قبل الصلاة في أيام عمر بن الخطاب، فلما استخلف عثمان بن عفان استأذنه تميم أن يقوم في الناس مرتين للوعظ والإرشاد فأذن له بذلك، فلما جاء عهد علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان، وأخذ الخليفتان - حين وقعت الفتنة بين المسلمين في تلك الآونة - يتخذان قصص القصاص آلة للدعاوة لهما، والدعاء على أعدائهما والتنفير منهم وانتقاص أهل الفتنة،
25
وكان هدفهم في هذه المجالس نشر التعليم الديني وتثقيف العامة بتفسير بعض آي القرآن الكريم، وسرد ما يحفظونه من أحاديث الرسول وما وعوه من حكيم الشعر والنثر. وكانوا يمزجون ذلك كله بما تناقل إليهم من أخبار الماضي من عرب وغير عرب،
26
Página desconocida