Biografías de celebridades del Oriente en el siglo XIX (Primera parte)
تراجم مشاهير الشرق في القرن التاسع عشر (الجزء الأول)
Géneros
وتوقفت الحكومة العثمانية في أكتوبر من تلك السنة عن دفع فائدة الدين العمومي، وأصدر الباب العالي بلاغا إلى الدول يعدهن فيه بدفع نصف المطلوب معجلا، واتخاذ الاحتياطات اللازمة لدفع النصف الآخر، ولكنه لم ينجز الوعد، فوضع الكونت أندراسي رئيس وزارة النمسا لائحة طلب بها من الدولة العلية مطاليب إصلاحية صادقت عليها روسيا وإيطاليا وفرنسا وألمانيا وإنكلترا ورفعوها إلى الباب العالي في 21 يناير سنة 1876 فوعد بإجراء ذلك، ولكن البوسنة والهرسك لم تقبلا لأن الدول لم تشركهما في كيفية التسوية، وفي مارس من تلك السنة عادت الحرب إلى ما كانت عليه.
ووقع في 6 مارس المذكور خصام بين المسيحيين والمسلمين في سالونيك قتل فيه قنصلا فرنسا وألمانيا فاحتج سفيرا هاتين الدولتين في الآستانة على الحكومة العثمانية، فأمر الباب العالي بقتل الجانين، وعوض على عائلتي القتيلين، ووعد بتجنب مثل هذه الحوادث في المستقبل.
ولكن ذلك لم يمنع مطالبة الدول بإجراء الإصلاح، فاجتمع البرنس غورتشاكوف وزير روسيا، والبرنس بسمارك وزير ألمانيا، والكونت أندراسي وزير النمسا في منزل البرنس بسمارك في برلين في 11 مايو عام 1876 واتفقوا على مذكرة وضعها غورتشاكوف يطلب فيها إنفاذ لائحة أندراسي، فأبت إنكلترا المصادقة على هذا الطلب لأنه يقضي باتحاد الدول الست على استخدام السلاح إذا لم يتم ما طلبوه.
وزد على ذلك أن البوسنة والهرسك لم تقبلا بتلك المذكرة فألغيت.
وفي أثناء ذلك الشهر نزل المغفور له السلطان عبد العزيز عن العرش العثماني، وحصل ما حصل من الاضطراب على إثر خلعه، وتولى السلطان عبد الحميد.
وكانت إمارة الصرب منذ ثورة البوسنة والهرسك واقفة وقوف المتحفز للقتال، وكذلك الجبل الأسود فإنه انتصر للهرسك، فأصبح الباب العالي في حرب مع البوسنة والهرسك والصرب والجبل الأسود بدأت في يوليو عام 1876 وقتل فيها كثيرون حتى جرت الدماء سيولا، وكانت الجنود العثمانية تحارب الصرب بقيادة عثمان باشا صاحب الترجمة، ودرويش باشا، وحافظ باشا، وسليمان باشا، وعبد الكريم باشا، وغيرهم، وكان الفوز نصيبهم في معظم المواقع، أما في الجبل الأسود والهرسك فكان الجند العثماني بقيادة مختار باشا وسليم باشا، والبلاد هناك أكثر وعورة فقاسوا فيها عذابا شديدا، وأخيرا تضايق الصربيون فالتمسوا الصلح في سبتمبر عام 1876.
وكانت الثورة قد ظهرت في بلغاريا من مايو السابق، فأرسل الباب العالي بعض الشراكسة والباشبوزق لإخمادها، فارتكبوا في أثناء ذلك فظائع تقشعر من ذكرها الأبدان، دوى صداها في سماء أوروبا، فقام شعب الإنكليز قومة واحدة يطلبون توسط دولتهم في هذه الشئون، فتوسطت والتمست من الباب العالي تحري تلك الفعال ومعاقبة الجانين فوعد ولكنه أبطأ في الإنجاز، وأصدر منشورا يقول فيه إنه سيوقف دفع الدين ريثما تخمد الثورات القائمة في ولاياته، وكان لإنكلترا أكبر حصة في هذا الدين فآل ذلك إلى فتور بينها وبين الدولة العلية.
وعرضت الدول من الجهة الأخرى شروطا للصلح بين الدولة العلية ومحاربيها طال أمد المخابرة بشأنها، وأخيرا رفضها الباب العالي فاعتبر الروس رفضها مهينا لهم لعلاقاتهم الجنسية والدينية بالصرب، فنشأت الضغائن بين الدولتين، وتداولت الدول بشأن الإصلاح فاقترحت روسيا أن تتوسط الدول جميعا يدا واحدة في شئون تركيا، فرفضت فرنسا وإنكلترا والنمسا هذا الاقتراح، فصرحت روسيا بميلها إلى مساعدة الصرب وهو أول ما ظهر في رغبتها في الحرب، فطلب الباب العالي هدنة ستة أشهر، فلم تسمح روسيا إلا بستة أسابيع وأذاعت ذلك بمنشور على الدول العظمى، قالت فيه: إنها إذا لم ينفذ طلبها هذا حملت على تركيا واكتسحتها، فاهتزت أوروبا لذلك التهديد، وأخذت كل دولة تتحفز وتتأهب وخصوصا إنكلترا فإنها استاءت من الروس لأنهم لم يساعدوها على طلب التعويض عن فظائع بلغاريا.
أما روسيا فعبأت الجند في بندار وتفليس، وقد عولت على محاربة الدولة العلية في أوروبا وآسيا معا والدول التي تسعى من الجهة الأخرى في التسوية، وسعيهن ذاهب هدرا وما قدر فقد كان.
وليس من غرضنا البحث فيما دار من المخابرات، ولا ما لعب من الأيدي إذ لا محل له هنا، وإنما المراد أنه لما تقررت الحرب بين الدولتين زحف الروس على بلاد الدولة في أوروبا وآسيا، فزحف 175000 مقاتل بقيادة الغراندوق ميخائيل والجنرال مليكوف نحو بلاد الدولة في آسيا إلى أرمينيا، وقلوب الأرمن مع الروس أيضا.
Página desconocida