Biografías de celebridades del Oriente en el siglo XIX (Primera parte)
تراجم مشاهير الشرق في القرن التاسع عشر (الجزء الأول)
Géneros
وواجبات قاضي الملازمين الحكم فيما يعرض بين الملازمين أو بينهم وبين عامة الناس، وفي الحالة الثانية فالحق دائما في جانب الملازمين، وهناك قاضيان ملحقان ببيت المال ينظران في القضايا المتعلقة بالأحكام الشرعية من جهة بيع الرقيق وشرائه. وعندهم قاض يقيم في السوق ليحكم في الأمور الطفيفة التي تعرض هناك.
تلك كانت حال حكومة الدراويش سنة 1896 ثم توالى عليها النحس وجندت الحكومتان المصرية والإنكليزية لقهرها، وبعد مواقع عديدة فتحوا أم درمان سنة 1898 وفر التعايشي ورجاله إلى الجبال في كردوفان فتبعوه بعد قليل، وحاربوه سنة 1899 فحاربهم مستهلكا حتى قتل هو وكل من كان معه إلا قليلين التجئوا إلى الفرار، وانقضت بتلك الواقعة دولة الدراويش.
الفصل الثاني عشر
ناصر الدين شاه ملك الفرس
شكل 12-1: ناصر الدين شاه ملك الفرس الأسبق (ولد سنة 1831 وتوفي سنة 1896).
مملكة الفرس من الممالك القديمة التي عاصرت البابليين والمصريين واليونان والرومان، وامتدت سطوتها إلى الخافقين أجيالا متطاولة، وتوالى على سرير ملكها دول متعددة أقربها عهدا منا الأكاسرة، بدأ حكمهم فيها في القرن الثالث للميلاد حتى استخرجها العرب من أيديهم في صدر الإسلام، وما زالت في حوزة العرب إلى سنة 1258م فتولاها التتر إلى سنة 1500م، فأخرجها من أيديهم رجل عربي الأصل اسمه إسماعيل، فتولاها 23 سنة وسمى نفسه الشاه، ثم تولى خلفاؤه بعده وعرفوا بالشاهات، واشتهر بينهم أفراد امتازوا بالحكمة والشجاعة. وآخر عائلة من شاهات الفرس عائلة قاجار أولها آغا محمد خان، تولى الملك سنة 1794 وخلفه ابن أخيه فتح علي شاه سنة 1797 ثم محمد شاه حفيد فتح علي سنة 1835م ثم ابنه ناصر الدين شاه الذي نحن في صدده.
ولد رحمه الله يوم الإثنين 6 صفر سنة 1247 (16 يوليو سنة 1831)، واسم والدته البرنسس وليت، فربي في حجر والده وتولى في صباه ولاية أذربايجان بحياة والده وفي 13 أكتوبر سنة 1848 توفي والده محمد شاه فأفضت السلطة إليه، وهو لم يكد يتجاوز الثامنة عشرة من عمره، فتولى الأحكام بعقل ودراية مع ميل إلى الإصلاح ومجاراة التمدن الحديث، وكان في أوائل حكمه كثير الاعتماد على مشورة وزيره الأعظم الأمير مرزا طاغي، وكان وزيره هذا رجلا محنكا عاقلا، فكانت له باع طولى في سائر الإصلاحات التي أحدثها الشاه في بلاده وعرف الشاه له ذلك فكافأه بتزويجه أخته، وتلك نعمة قلما نالها وزير، فحسده بعض زملائه فوشوا به إلى الشاه ، فنفاه، وقالوا: بل قتله.
على أن ذلك لم يقف في سبيل أعماله فتابع الإصلاح والأحكام بحكمة وثبات، ولكن موقع بلاد إيران الجغرافي جعلها عرضة لمطامع دولتين من أعظم دول أوروبا، وهما الروسية من الشمال وإنكلترا من الشرق، فملافاة لما يخشاه تقرب من فرنسا فعقد معها سنة 1855 معاهدة صداقة وتجارة، ولما انتشبت حرب القرم التزم الحيادة.
وفي سنة 1856 احتلت جنوده هرات، فشق ذلك على حكومة إنكلترا فجردت عليه جندا هنديا في آخر سنة 1856 واستعرت نار الحرب بضعة أشهر، وانتهت بإخلاء هرات ومعاهدة عقدت بباريس في 4 مارس سنة 1857 يعود النفع بها على إنكلترا، ولم يكد يستريح من مناضلة ذلك العدو الشديد حتى ثارت عليه بعض الولايات المجاورة فحاربها وتغلب عليها وأرسل حملة إلى التركمان وعاد ظافرا غانما.
فلما هدأ باله من الحروب والفتن عمد سنة 1860 إلى الإصلاح فغير نظام الجند، وأدخل الأسلاك التلغرافية إلى بلاده، وأول سلك نصبه احتفل بنصبه بنفسه سنة 1861، وفي سنة 1866 عقد مع إنكلترا عهدا بشأن إنشاء المواصلات التلغرافية بين أوروبا والهند عن طريق الفرس، وأنشأ المدارس والمكاتب ونشط المشروعات الأدبية والعلمية، على أنه لم يخل من أعداء يتربصون له ويغتنمون الفرص للفتك به، ففي سنة 1869 اكتشف على مؤامرة سعى فيها جماعة من رعيته فانتقم منهم انتقاما جاوز به حد الرأفة، وعرض اسمه للوم أمام أوروبا فهاجت خواطرها ولكنها لم تحرك ساكنا.
Página desconocida