Biografías de celebridades del Oriente en el siglo XIX (Primera parte)

Jurji Zaydan d. 1331 AH
121

Biografías de celebridades del Oriente en el siglo XIX (Primera parte)

تراجم مشاهير الشرق في القرن التاسع عشر (الجزء الأول)

Géneros

ونريد به عصر التابعين أو حواليه، وكانت الدولة الإسلامية قد أخذت في النمو والارتقاء فاحتاجوا إلى التوسع في التفسير، وكان أكثرهم أميين فإذا أعجزهم تفسير بعض الآيات سألوا عنها من أسلم من أهل الكتاب، ولا سيما اليهود المقيمين في اليمن، وكانوا قد أسلموا وظلوا على ما كان عندهم من التقاليد المتناقلة شفاها أو كتابة مما لا تعلق له بالأحكام الشرعية.

ثالثا العصر الفلسفي المنطقي:

ونريد به تدوين التفسير وضبطه بالقياس الفلسفي والحكم المنطقي بعد أن اختلط المسلمون بأهل العلم القديم في الشام والعراق وفارس واطلعوا على علوم القدماء وفلسفة اليونان والهند، ونقلوا ذلك إلى لسانهم واستخرجوا منه علم الكلام، وكان العرب قد وضعوا العلوم اللسانية، وضبطوا معاني الألفاظ، وأساليب التعبير، فنظروا في التفاسير السابقة نظر الناقد ومحصوها وضبطوها بالقياس العقلي بالاعتماد على قواعد المنطق بما تقتضيه الفلسفة اليونانية القديمة على نحو ما فعله لاهوتيو النصارى قبل ذلك.

رابعا العصر العلمي:

الذي نحن فيه، وهو عصر الفلسفة الجديدة المبنية على العلم الطبيعي الثابت بالمشاهدة والاختبار، ويمتاز عن العصر السابق بإطلاق حرية الفكر من قيود التقليد القديمة التي أغلت ألسنة أسلافنا وأقلامهم، وأوقفت مجاري التمدن أجيالا متطاولة. فالشيخ المفتي رحمه الله أراد أن ينقل التفسير إلى روح هذا العصر فيفسر القرآن بما يطابق أحكام العقل، ويحل الإسلام من قيود التقليد، فسار في هذا الطريق شوطا بعيدا فألقى على طلبة الأزهر خطبا كثيرة في التفسير، نشرت في مجلة المنار وطبع بعضها على حدة، وكان لها تأثير حسن في نفوس العقلاء، ولو مد الله في أجله لأتم هذا العمل، ولكنه قضى آسفا خائفا ولسان حاله يردد هذين البيتين - وقد قيل إنهما من قصيدة نظمها في أثناء مرضه - وهما:

ولست أبالي أن يقال محمد

أبل أو اكتظت عليه المآتم

ولكن دينا قد أردت صلاحه

أحاذر أن تقضي عليه العمائم

على أنه خلف جماعة من تلامذته ومريديه أكثرهم من أهل العلم وأرباب الأقلام، وفيهم نخبة كتاب المسلمين وشعرائهم في هذا العصر، وأكثرهم مجاهرة بنصرته وإذاعة لآرائه رصيفنا السيد رشيد رضا صاحب المنار الإسلامي.

Página desconocida