Tarajim Acyan

Burini d. 1024 AH
171

Tarajim Acyan

Géneros

ولما اشتدت مضايقة أهل حلب من نزولهم على أبوابها وآل أمرهم إلى كمال القحط مع ارتفاع الأسعار إلى أن صار رطل اللحم البقر بعشرين قطعة، أرسل أهل حلب قاضيهم ومفتيهم وبعض أعيانهم يطلبون من عسكر الشام العفو ويحذرونهم عواقب البغي ومصارع أهل الفساد.

فبينما هم كذلك إذ قال عسكر حلب الذين داخل المدينة : الرأي أن نترك الجماعة مشغولين بمحادثة من طلع إليهم من الأعيان ونطلع نحن من باب آخر ، ونكبس الأمير دندن على حين غفلة. فلما برزوا إلى جانب دندن فرآهم فارتاب بمرآهم ركب ووقف مع جماعته إلى أن أقبل إليه عسكر حلب، فناوشهم القتال، وعرض عليهم النزال ، وأرسل إلى الشاميين يخبرهم بأن عسكر حلب دهموه ، وأنهم استغفلوكم وقصدوه، وصار يقاتلهم دندن مقاتلة المخاتل، وجرهم موهما آنه انهزم منهم فتبعوه مغترين بهر به آمامهم، واذا بعسكر الشام قد جاؤهم كاتهم الأسود، وحالوا بينهم وبين المدينة) ووضعوا فيهم السيوف حتى إنه لم يسلم منهم سوى القليل ، وأعادوا المحاصرة إلى أن دخل إلى حلب قاضي القضاة مولانا يحيى أفندي ابن المرحوم شيخ الاسلام محمد أفندي ابن قاضي المسكر سنان أفندي عليه رحمة الله تعالى، فاستقبله بعض الشاميين ، ود خل إلى حلب وشرع في الصلح بين الفريقين فما تيسر إلى أن قدم حسن صوباني الشهير بين عسكر الشام بتركمان حسن من جانب السردار المذكور صاحب الترجمة، فإنته كان عنده في مدينة توقات . فلما قدم المذكور دخل في مابين الفريقين بالصلح حتى كاد ينبرم على شرط أنه يمكث في حلب مردار من جانب الشاميتين بماءتي رجل منهم، وأن عسكر حلب تعود إلى خدمة القلعة كما كانوا أولا، ومن كان له منهم بيت وعيال في حلب فليمكث فيها، ومن ليست له ذلك

============================================================

يخرج من المدينة. وفتحت الأبواب ودخلوها) وأمهلوهم ثلاثة أيتام للخروج، فلم يخرجوا بعدها فأدخلوا إليهم ثانيا حسن التركماني، فلما رأوه كتتقوه وغكوا يديه إلى عنقيه وأرادوا قتله فقال لهم : أنا مالي (133 ب) أنا ما جئت اليكم إلا مصالحا لا محاربا . ومال اليه غالب الكبار، فأطلقوه وشرطوا عليه أن لا يخبر جماعته بما فعلوا معه. فقبل الشرط وفارقهم وصادف جماعته بتمامهم داخلين إلى المدينة) وذلك لأنهم سمعوا بما صار على حسن التركمان بل ربما قال لهم بعض الناس إنهم قتلوه . فأراد إرجاعهم فلم يرجعوا) وهجموا على العسكر الحلبي وأوقعوا فيهم السيف، فلم يسلم منهم إلا القليل ، وهم الآن منازلون حلب) وفي حلب رجل مفت يقال له الشيخ أبو الجود البتروني كان قد أفتى چواز ضرب الشاميتين بالمدافع الكبيرة من قلعة حلب ، وذلك لأنهم صاثلون على المدينة . فطلب الشاميون المفتي المذكور لأجل ما أفتى من جواز ضرب المدافع . فطلع إلى قلعة حلب خاثفا يترقب . وهو الآن بقلعة حلب خاثفا أن بهجم عليه أهل الشام.

وبالجملة فالذي صدر من النهب والغارة والقتل والخراب في حلب ونواحيها لم يفعل في مدينة قط، لاسيثما من عسكر السلطان المؤمنين الموحدين الذين يدعون كمال الإطاعة للسلطان بنصرة الله تعالى وفي هذا التاريخ وهو يوم الجمعة ثاني عشر شوال من سنة عشر بعد الألف ورد الخبر إلى دمشق بأن المحاصرة باقية، وأن الشاميين دخلوا المدينة، وصدر من بعض الأتباع نهب وغارة لبعض الحلات الخارجة: وفي قصد عسكر الشام أن يجازوا الأمير دندن الحياري على مساعدته لهم بإدخاله إلى مدينة سلمية قهرا على عمته الأمير احمد الحياري، وفي قصدهم أن يجازوا ابن سيفا على مساعدته لهم أيضا بأن يذهبوا الى مدينة

============================================================

1 بعلبك وأن يسلموها لجماعته، لأن أمير بعلبك الأمير موسى بن الحرفوش عدو ابن سيفا ، وقتيل أخاه المرحوم الأمير علي كما سياتي ذكره ان شاء الله تعالى، وكل ذلك بغير آمر السلطان وإنما هم قوم استحسنوا الميصيان ، ولم يبالوا بغضب الرحمن) والعقاب من الملك الديان ، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

والقاثم بأعباء أمورهم شاب يقال له كنعان، جر كسي الصنف، كان ملو كا لقاض يقال له شيخي چلبي، ورجل آخر يقال له خداوردي صوباشي ولقد كان في مبدأ أمره من أسقاط الناس: وقد عرض السردار المذكور (2134) لحضرة السلطان محمد نصره الله تعالى بأنه لا يريد عسكر الشام في محاربة اليازجي وإثما نهاية أمرهم أن يسافروا إلى سفر النصارى في بلاد الروم، وانهى إلى السلطان أنهم خايفون ، وأنهم لو كانوا مستقيمين لما فات اليازجي. ولعمري لوصدر منهم السعي الصادق والإعراض عن النهب لما فات . ولكن الأمر إلى الله جل وعلا .

وأمتا عثان باشا فإنته قد استمر بقطع الأنجاد والأغوار، يسير الليل والنهار) حتى وصل إلى باب السلطنة العالية بقسطنطينية المحروسة، واختفى عند قدومه الى أن عالمبه مولانا السلطان محمد نصره الله تعالى، وسأله عن اليازجي فقال : يا مولانا السلطان 1 أما اليازجي فإنه أقسم علي بأنني إذا وقفت في أعتابكم أقول يا مولانا يطلب أن يمطى منصبا في ولاية الروم ، ويتكفل بجهاد الكافرين على ما يحب ويروم، ويسلك بعد ذلك طريق الطاعة، بحسب الاستطاعة ويمطى آخوه حسن صنجق جروم في بلاد سيواس . هذا ما قاله لي وحلفني يمينا مغلظة على أن أقوله في الأعتاب العليثة . وأمتا ما أعلمه أنا من أحو اله فإنه خائن أول النهار وآخره ، وأنه ما يقصد بما ذكره من الطلب إلآ أن يرفع عنه السردار، ويعود الى العصيان بهاقيك الديار

============================================================

Página desconocida