Taraif en el conocimiento de las doctrinas de las sectas

Ibn Tawus d. 664 AH
142

Taraif en el conocimiento de las doctrinas de las sectas

الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف

أيها الناس إنه لم يكن لنبي من العمر إلا نصف من عمر من قبله وإن عيسى ابن مريم لبث في قومه أربعين سنة وإني قد أسرعت في العشرين ألا وإني يوشك أن أفارقكم ألا وإني مسئول وأنتم مسئولون هل بلغتكم فما ذا أنتم قائلون فقام من كل ناحية من القوم مجيب يقول نشهد أنك عبد الله ورسوله قد بلغت رسالته وجاهدت في سبيله وصدعت بأمره وعبدته حتى أتاك اليقين جزاك الله عنا خير ما جزى نبيا عن أمته ثم ذكر تفصيل ما بلغ إليهم من الوحدانية والرسالة والجنة والنار وكتاب الله ثم قال ألا وإني فرطكم وأنتم تبعي توشكون أن تردوا علي الحوض فأسألكم حين تلقوني عن ثقلي كيف خلفتموني فيهما قال فأعيل علينا ما ندري ما الثقلان حتى قام رجل من المهاجرين فقال بأبي أنت وأمي يا نبي الله ما الثقلان قال الأكبر منهما كتاب الله تعالى سبب طرفه بيد الله وطرف بأيديكم فتمسكوا به ولا تزلوا ولا تشكوا ولا تضلوا والأصغر منهما عترتي ثم ذكر وصيته(ص)بعترته ثم قال فإني قد سألت لهما اللطيف الخبير فأعطاني ناصرهما لي ناصر وخاذلهما لي خاذل ووليهما لي ولي وعدوهما لي عدو ألا وإنها لم تهلك أمة قبلكم حتى تدين بأهوائها وتظاهر على نبوتها وتقتل من قام بالقسط منها ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب(ع)فرفعها فقال من كنت مولاه فعلي مولاه ومن كنت وليه فهذا وليه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قالها ثلاثا آخر الخطبة (1) وقد تقدمت رواية ابن المغازلي عن جابر بن عبد الله فيما سمعه من رسول الله(ص)في حجة الوداع بمنى

Página 144