آخذا نحو الجنوب مستقيما نحو خمسين ميلا، ومن غرائبه أن ما في البر منه فيه معدن الحديد، وما في البحر منه فيه حجر المغناطيس الجاذب للحديد، وفي هذه المدينة سحرة الزنج وسكن ملكهم في مدينة منبسة، وبينها وبين ملندة مقدار درجة، وهي على البحر وفي غربيها خور على البحر تدخله في المراكب نحو ثلاثمائة ميل، وبالقرب من ذلك مشرقا المفازة التي بين الزنج وبين سفالة، ومن مدن سفالة بتينة، وهي ذيل جون عظيم يدخل في البر من خط الاستواء عرضها ب ل وطولها فر، قال: وفي غربي بتينة داخلا في الشمال والمشرق عجرد: وهو جبل طوله في البحر مائة ميل وللأمواج فيه صوت عظيم وشرقي ذلك عمائر السفاليين وقاعدتهم صيونة طولها صط وعرضها ب ل وهي على خور كبير ينزل فيه نهر من جبل القمر، وفيها ملك السفاليين ثم ينتهي بعد ذلك إلى مدينة ليرانة، قال: ذكر ابن فاطمة أنه دخلها وهي بلد حط وإقلاع وأنها للمسلمين، وطولها قب وعرضها نحو ثلثين دقيقة، وهي على خور كبير ومدينة دغوطة آخر مدن سفالة وآخر العمارة في البر المتصل وطولها قط وعرضها يب، قال ثم منها إلى أنهار النيل وينابيعه وبطائحه حسبما نقلناه في صدر الكتاب، ومن بلاد السودان قاعدة التكرور، قال ابن سعيد: وهي على جانبي النيل حيث الطول ذرt والعرض نح له، قال: والتكرور قسمان: قسم حضر ويسكنون المدن وقسم رحالة في البوادي، وبلاد النوبة على شرقي النيل وقاعدتهم دنقلة.
وبلاد البجا بين بحر القلزم وبين بحر النيل، وبينهم وبين النوبة جبال منيعة، وبلاد زغاوة تحاذي بلاد النوبة على ضفة النيل من الغرب، وبلاد الحبشة متصلة بالبحر وساحل بلاد الحبشة مقابل لبلاد اليمن، وللحبشة مدن كثيرة، وبلادهم تتصل بالخليج البربري، وليس ببر الحبشة شيء من النخيل، وبين عدن وبين زيلع ثلاثة مجار، وزيلع عن عدن في جهة الغرب بميلة إلى
Página 174