الأوصاف والأخبار العامة ومدينة قصر عبد الكريم: عن سبتة على أربع مراحل، وهي في غربي مكناسة بانحراف إلى الشمال، ومكناسة شمالي فاس، وقصر عبد الكريم على نهر من جهته الشمالية، وكانت قاعدة تلك الناحية قبلها مدينة البصرة، وكان يسكنها العلويون الأدارسة، وكانت تعرف ببصرة الذبان لكثرة ألبانها، ثم خربت البصرة وصارت مدينة قصر عبد الكريم هي القاعدة بعد البصرة، وتعرف أيضا بقصر كتامة، ويصعد في نهر قصر عبد الكريم المراكب من البحر المحيط بالخيرات، وجانباه محفوفان بالجنان والكروم.
ومدينة طنجة: على فم بحر الزقاق، واتساع البحر عندها ثلث مجرى فإذا شرق عنها اتسع عن ذلك، وهي مدينة أولية وقد استحدث أهلها لهم مدينة على ميل منها على ظهر جبل ليمتنعوا بها، وماء طنجة مجلوب من قني إليها من بعد، وطنجة كثيرة الفواكه لا سيما العنب والكمثرى، وأهلها مشهورون بقلة العقل، وأضيق ما يكون البحر من طنجة إلى سبتة وقدره ثمانية عشر ميلا، وهناك موضع يقال له قصر المجاز، ومن طنجة إلى قصر المجاز مرحلة لطيفة، ومن قصر المجاز إلى سبتة كذلك.
وسبتة: مدينة بين بحرين البحر المحيط وبحر الروم، وهي مورد البرين:
بر العدوة وبر الأندلس، وهي مدينة حط وإقلاع، وهي في دخلة من البر في البحر، ومدخلها من جهة الغرب وهو ضيق، والبحر محيط بأكثرها ولو شاء أهلها لوصلوا البحر حولها وجعلوها جزيرة، وأسوارها عظيمة من صخر، وميناها بشرقيها والبحر عندها ضيق، وإذا كان الصحو أبصرت منها الجزيرة الخضراء من بر الأندلس، وماؤها مجلوب، ولها صهاريج من المطر.
Página 149