كانت حيطان الغرفة التي أوى إليها الناسك مغطاة بتصاوير متباينة الشكل، تمثل حياة المصريين القدماء.
منها رسوم عجلات تجرها الثيران، ومنها رسوم بشر ذوي لون أحمر مرتدين قبعات وأردية بيضاء، يحرثون السهول الواسعة، وحولهم قطعان من النعاج والمعزى يحرسها رعاة وكلاب، ومنها رسوم مراكب ماخرة عباب النيل تقل البضائع إلى البلدان البعيدة، ورسوم صيادين يصطادون الأسماك ويضعونها في سلال كبيرة، وكروم ملأى بعناقيد العنب، وموسيقيات في أيديهن آلات من القيثارة والناي، وراقصات يرقصن على نغمات العازفات.
على رأس أحد الجدران رسم يمثل نهرا سارت على ضفته عجلة ذات جياد مزبدة، تقل فرعون واقفا وعلى رأسه تاج مصر العليا والسفلى.
ورسم آخر يمثل اثني عشر أميرا عائدين من ساحة النصر وعلى أكتافهم عرش من الذهب، جلس عليه فرعون الكبير، وعددا من الكهان يرشقون الملك بالأزهار ويرفعون إليه البخور، وجماعة من الملوك مكبلين بالسلاسل يستمنحون فرعون العفو والسماح.
ومن تلك الرسوم عدد يمثل مشاهد الموت.
هناك رسم أقرباء يصلون أمام الموميا المخبوءة في صندوقها المأتمي، ورسم يمثل النفس مسافرة في زورق الإله أنوبيس ووجهتها عرش أمون القاضي المطلق.
وهناك رسم آخر يمثل الميزان الإلهي وضع في كفته الأولى إناء هو رمز النفس، وفي كفته الأخرى ريشة نعامة، هي رمز العدل ... •••
وفي حين كان سيراب الناسك مستغرقا في الصلاة نفذت أشعة القمر إلى الغرفة، وأنارتها بنور ضئيل!
بعد فترة قصيرة أخذ النور يتضاعف رويدا رويدا حتى ملأ الغرفة بضياء عظيم.
فخيل للناسك أن الرسوم تتحرك وتنتعش، ثم أبصر فرعون يضع قدمه على جمجمة أحد الملوك المقهورين.
Página desconocida