وقلنا: إنه يحتمل أن يقال بأولويته على مذهب من يقول بتفضيل مكة أيضا، لما يختص به هذا المسجد الشريف (¬1) من مجاورة النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولذلك كان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يمنع من رفع الصوت فيه (¬2)، ولم يكن يفعل ذلك في مسجد مكة، وما ذاك إلا للأدب مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ووجوب معاملته الآن كما كان يجب أن يعامل به لما كان بين أظهرنا، وكانت عائشة رضي الله عنها تسمع الوتد يوتد، والمسمار يضرب في البيوت المطيفة به، فتقول: لا تؤذوا رسول الله (¬3) - صلى الله عليه وسلم - وعلى آله، فمن هذا الوجه يستحق من التعظيم والتوقير ما لا يستحقه غيره، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: ((صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد [الحرام])) (¬4) (¬5).
Página 44