336

Purificación del Corán de las calumnias

تنزيه القرآن عن المطاعن

Géneros

سورة الاحقاف

[مسألة]

وربما قيل في قوله تعالى (قل ما كنت بدعا من الرسل وما أدري ما يفعل بي ولا بكم) كيف يصح ان يقول صلى الله عليه وسلم ذلك وهو كلام شاك في أمره وأمرهم؟ وجوابنا أن المراد ما أدري ما يفعل بي ولا بكم فيما يوحى إلي فبين أن الوحي يأتي في المستقبل بما لا يعلمه في الوقت وقال تعالى بعده (وما أنا إلا نذير مبين) فبين انه بعد نزول الوحي ينذر ويحذر وقوله تعالى من بعد (ومن قبله كتاب موسى) يعني القرآن يدل على حدوثه لان ما تقدمه غيره لا يكون الا محدثا وكذلك قوله تعالى (وهذا كتاب مصدق لسانا عربيا) يدل على ذلك وقوله تعالى من بعد (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون) يدل على أن من هذا حاله لا تؤثر فيه أهوال الآخرة وقوله تعالى (ولكل درجات مما عملوا) يعني من جزاء ما عملوا لانهم يتفاضلون في ذلك وكذلك قوله (وليوفيهم أعمالهم) أي جزاء أعمالهم وقوله في الكفار (أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تفسقون) يدل على أنهم استحقوا العذاب لاستكبارهم وفسقهم على ما نقوله في ذلك.

[مسألة]

Página 387