328

Purificación del Corán de las calumnias

تنزيه القرآن عن المطاعن

Géneros

وربما قيل في قوله تعالى (والذي خلق الأزواج كلها وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون لتستووا على ظهوره) كيف يصح بعد ذكر الانعام ان يقول على ظهوره ولا يقول على ظهورها؟ وجوابنا ان ذلك يرجع الى لفظة ما فقد يصح ان يفرد ما يرجع اليه كما يصح ان يجمع وهذا كما نقوله في لفظة من أنها تارة يجمع ما يرجع اليها وتارة يوحد وفي قوله (ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا) دلالة على ما يلزم العبد من الشكر عند كل نعمة دقت أو جلت ثم قبح تعالى ما قاله بعض العرب من أن الملائكة بنات الله تعالى وبين أن ضربهم المثل لله تعالى بما يعدونه نقصا من عجائب كفرهم فقال (وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا ظل وجهه مسودا وهو كظيم) وبين بقوله (أشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم) ان كل قول لا علم معه بصحته يصير وبالا وقوله من بعد (وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم) يدل على انه تعالى لا يشاء عبادة غيره ولو لا ذلك لما قال (ما لهم بذلك من علم إن هم إلا يخرصون) وقبح التقليد بقوله (إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون) ثم قال (وإنا على آثارهم مقتدون) وقال بعد ذلك (قال أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم) وهذا هو الذي يبطل التقليد ويعلم أن الواجب اتباع الهدى والدلالة وقوله تعالى من بعد (ولو لا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة) أحد ما يدل على أنه تعالى لا يخلق الكفر ولا يدعو إليه لأنه إن كان هو الخالق له فلا فائدة في هذا وانما يكون له فائدة إذا كان الكلام مع المختار للكفر فعند هذا الضرب من النعم يختار ما لولاها كان لا يختاره ثم بين تعالى أن كل ذلك متاع الدنيا وأن الآخرة عند الله للمتقين والاتقاء معناه أن لا يتخذوا زخرفا في الدنيا من المعصية فيترك المعصية ويتقي النار وذلك لا يصح الا وهم المختارون لذلك.

[مسألة]

Página 378