Purificación de los Profetas
تنزيه الأنبياء
أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة فأخذتهم الصاعقة بظلمهم ومنها قوله تعالى وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون ومنها قوله تعالى فلما أخذتهم الرجفة قال رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي أتهلكنا بما فعل السفهاء منا إن هي إلا فتنتك فأضاف ذلك إلى السفهاء وهذا يدل على أنه كان بسببهم من حيث سألوا ما لا يجوز عليه تعالى ومنها ذكر الجهرة في الرؤية وهي لا تليق إلا برؤية البصر دون العلم وهذا يقوي أن الطلب لم يكن للعلم الضروري على ما سنذكره من الجواب التالي لهذا الكلام ومنها قوله تعالى أنظر إليك لأنا إذا حملنا الآية على طلب الرؤية لقومه أمكن أن يكون قوله أنظر إليك على حقيقته وإذا حملنا الآية على العلم الضروري احتيج إلى حذف في الكلام فيصير تقديره أرني أنظر إلى الآيات التي عندها أعرفك ضرورة ويمكن في هذا الوجه الأخير خاصة أن يقال إذا كان المذهب الصحيح عندكم أن النظر في الحقيقة غير الرؤية فكيف يكون قوله أنظر إليك على حقيقته في جواب من حمل الآية على طلب الرؤية لقومه فإن قلتم لا يمتنع أن يكونوا إنما التمسوا الرؤية التي يكون معها النظر والتحديق إلى الجهة فسأل على حسب ما التمسوا قيل لكم هذا ينقض فرقكم في هذا الجواب بين سؤال جميع ما يستحيل عليه من الصاحبة والولد وما يقتضي الجسمية بأن نقول الشك في الرؤية لا يمنع من صحة معرفة السمع والشك في جميع ما ذكر يمنع من ذلك لأن الشك الذي لا يمنع من معرفة السمع إنما هو في الرؤية التي يكون معها نظر ولا يقتضي التشبيه فإن قلتم يحمل ذكر النظر على أن المراد به نفس الرؤية على سبيل المجاز لأن عادة العرب أن يسموا الشيء باسم طريقه وما قاربه وما داناه قيل لكم وكأنكم قد عدلتم عن مجاز إلى مجاز فلا
Página 76