Purificación de los Profetas

Al-Sharif al-Murtadha d. 436 AH
170

كان معه أصاب فخذه فشقه حتى وصل إلى العظم وانتزع من يده وحمل (ع) إلى المدائن وعليها سعيد بن مسعود عم المختار وكان أمير المؤمنين (ع) ولاه إياها فأدخل منزله فأشار المختار على عمه أن يوثقه ويسير به إلى معاوية على أن يطعمه خراج جوخي سنة فأبى عليه وقال للمختار قبح الله رأيك وأنا عامل أبيه (ع) وقد ائتمنني وشرفني وهبني نسيت بلاء أبيه أنسى رسول الله (ص) ولا أحفظه في ابن بنته وحبيبه ثم إن سعيد بن مسعود أتاه (ع) بطبيب وقام عليه حتى برئ وحوله إلى بعض المدائن فمن ذا الذي يرجو السلامة بالمقام بين أظهر هؤلاء القوم فضلا عن النصرة والمعونة وقد

أجاب (ع) حجر بن عدي الكندي لما قال له سودت وجوه المؤمنين فقال (ع) ما كل أحد يحب ما تحب ولا رأيه كرأيك وإنما فعلت ما فعلت إبقاء عليكم-

و# روى ابن عباس بن هشام عن أبيه عن أبي مخنف عن أبي الكنود عبد الرحمن بن عبيد قال : لما بايع الحسن (ع) معاوية أقبلت الشيعة تتلاقى بإظهار الأسف والحسرة على ترك القتال فخرجوا إليه بعد سنتين من يوم بايع معاوية فقال له (ع) سليمان بن صرد الخزاعي ما ينقضي تعجبنا من بيعتك معاوية ومعك أربعون ألف مقاتل من أهل الكوفة كلهم يأخذ العطاء وهم على أبواب منازلهم ومعهم مثلهم من أبنائهم وأتباعهم سوى شيعتك من أهل البصرة والحجاز ثم لم تأخذ لنفسك ثقة في العقد ولا حظا من العطية فلو كنت إذ فعلت ما فعلت أشهدت على معاوية وجوه أهل المشرق والمغرب وكتبت عليه كتابا بأن الأمر لك بعده كان الأمر علينا أيسر ولكنه أعطاك شيئا بينك وبينه ثم لم يف به ثم لم يلبث أن قال على رءوس الأشهاد إني كنت شرطت شروطا ووعدت عداة إرادة لإطفاء نار الحرب ومداراة لقطع الفتنة فأما إذا جمع الله لنا الكلمة والألفة فإن ذلك تحت قدمي والله ما عنى بذلك غيرك ولا أراد

Página 171