Purificación de los Profetas
تنزيه الأنبياء
ذلك قادحا في عدالته وخافضا من منزلته وما يؤثر في منزلة أحدنا أولى أن يؤثر في منازل من طهره الله وعصمه وأكمله وأعلى منزلته وهذا بين لمن تدبره مسألة فإن قيل فما معنى قوله تعالى ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم لو لا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم أوليس هذا يقتضي عتابه على استبقاء الأسارى وأخذ عرض الدنيا عوضا عن قتلهم الجواب قلنا ليس في ظاهر الآية ما يدل على أنه (ص) عوتب في شأن الأسارى بل لو قيل إن الظاهر يقتضي توجه الآية إلى غيره لكان أولى لأن قوله تعالى تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة وقوله تعالى لو لا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم لا شك أنه لغيره فيجب أن يكون المعاتب سواه والقصة معروفة والرواية بها متظافرة لأن الله تعالى أمر نبيه (ص) بأن يأمر أصحابه بأن يثخنوا في قتل أعدائهم بقوله تعالى فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان وبلغ النبي (ص) ذلك إلى أصحابه فخالفوه وأسروا يوم بدر جماعة من المشركين طمعا في الفداء فأنكر الله تعالى ذاك عليهم وبين أن الذي أمر به سواه فإن قيل فإذا كان النبي (ص) خارجا عن العتاب فما معنى قوله تعالى ما كان لنبي أن يكون له أسرى قلنا الوجه في ذلك لأن الأصحاب إنما أسروهم ليكونوا في يده (ص) فهم أسراؤه على الحقيقة ومضافون إليه وإن كان لم يأمرهم بأسرهم بل أمر بخلافه فإن قيل أفما شاهدهم النبي (ص) وقت الأسر فكيف لم ينههم عنه قلنا ليس يجب أن يكون (ص) مشاهدا لحال الأسر لأنه كان (ص) على ما وردت به الرواية يوم بدر جالسا في العريش فلما تباعد أصحابه عنه (ص) أسروا من أسروه من المشركين
Página 112