Purificación de los Profetas
تنزيه الأنبياء
ويكونان بخلاف ذلك فهما بالإطلاق لا يدلان على الحكمة والحسن والوصف بالعزيز الحكيم يشتمل على معنى الغفران والرحمة إذا كانا صوابين ويزيد عليهما باستيفاء معان كثيرة لأن العزيز هو المنيع القادر الذي لا يذل ولا يضام وهذا المعنى لا يفهم من الغفور الرحيم البتة وأما الحكيم فهو الذي يضع الأشياء مواضعها ويصيب بها أغراضها ولا يفعل إلا الحسن الجميل فالمغفرة والرحمة إذا اقتضتهما الحكمة دخلتا في قوله الحكيم وزاد معنى هذه اللفظة عليهما من حيث اقتضاء وصفه بالحكمة في سائر أفعاله وإنما طعن بهذا الكلام من الملحدين من لا معرفة له بمعاني الكلام وإلا فبين ما تضمنه القرآن من اللفظة وبين ما ذكروه فرق ظاهر في البلاغة واستيفاء المعاني والاشتمال عليها
في تنزيه سيدنا محمد المصطفى ص
مسألة فإن قيل فما معنى قوله تعالى ووجدك ضالا فهدى أوليس هذا يقتضي إطلاقه الضلال عن الدين وذلك مما لا يجوز عندكم قبل النبوة ولا بعدها الجواب في معنى هذه الآية أجوبة أولها أنه أراد ووجدك ضالا عن النبوة فهداك إليها أو عن شريعة الإسلام التي نزلت عليه وأمر بتبليغها إلى الخلق وبإرشاده (ص) إلى ما ذكرناه أعظم النعم عليه والكلام في الآية خارج مخرج الامتنان والتذكير بالنعم وليس لأحد أن يقول إن الظاهر بخلاف ذلك لأنه لا بد في الظاهر من تقدير محذوف يتعلق به الضلال لأن الضلال هو الذهاب والانصراف فلا بد من أمر يكون منصرفا عنه فمن ذهب إلى أنه أراد الذهاب عن الدين فلا بد له من أن يقدر هذه اللفظة ثم يحذفها ليتعلق بها لفظ الضلال وليس هو في ذلك أولى منا فيما قدرناه وحذفناه وثانيها أن يكون أراد الضلال عن المعيشة وطريق
Página 105