108

ويعضد هذا الخبر ما جاء عنه عليه السلام أنه قال (1): «دية النبي إذا قتله قومه سبعون ألف رجل من خيار قومه».

[عود إلى قصة عزير]

فلما رأى ذلك دانيال عليه السلام خرج فارا بنفسه إلى بلاد مصر ، فبقي فيها أربعين سنة ، ثم اشتاق إلى موطنه ومسقط رأسه ، وقبور أسلافه من الأنبياء والأولياء عليهم السلام فركب حمارا له وأتى نحو بيت المقدس ، فلما كان بمقربة منه رأى جنة كانت له وقد بقي فيها بعض علائق من شجر العنب ، فأتاها فوجد فيها عنبا نضجا ، فاقتطف منها وأكل وملأ سلة كانت معه ، وركب حماره وسار حتى أشرف على مدينة بيت المقدس ، فرآها خرابا يبابا لم يبق فيها رسم ولا طلل. فتحسر على فقد الخلان وخراب الأوطان ، كما قيل (2):

أحب بلاد الله ما بين منعج

إلي وسلمى أن يصوب سحابها

وفي اللسان (ع ق ق): يقال للصبي إذا نشأ مع حي حتى شب وقوي فيهم : عقت تميمته في بني فلان. والأصل في ذلك أن الصبي ما دام طفلا تعلق أمه عليه التمائم ، وهي الخرز ، تعوذه من العين ، فإذا كبر قطعت عنه ، ومنه قول الشاعر :

(كذا روايته : تميمتي) ورواية معجم البلدان :

Página 118