Iluminación del candelabro sobre la interpretación de Ibn Abbas
تنوير المقباس من تفسير ابن عباس
Editorial
دار الكتب العلمية
Ubicación del editor
لبنان
وَالْهجْرَة ﴿وَلَا تجْعَل فِي قُلُوبنَا غلا﴾ بغضا وحسدًا ﴿لِّلَّذِينَ آمَنُواْ﴾ من الْمُهَاجِرين ﴿رَبَّنَآ إِنَّكَ رؤوف رَّحِيمٌ﴾ خَافُوا على أنفسهم أَن يَقع فِي قُلُوبهم الْحَسَد لقبل مَا أعْطى النبى ﷺ الْمُهَاجِرين الْأَوَّلين دونهم فدعوا بِهَذِهِ الدَّعْوَات
﴿أَلَمْ تَرَ﴾ ألم تنظر يَا مُحَمَّد ﴿إِلَى الَّذين نَافَقُواْ﴾ فِي دينهم وهم قوم من الْأَوْس تكلمُوا بِالْإِيمَان عَلَانيَة وأسروا النِّفَاق ﴿يَقُولُونَ لإِخْوَانِهِمُ﴾ فِي السِّرّ ﴿الَّذين كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكتاب﴾ يَعْنِي بني قُرَيْظَة قَالُوا لَهُم بعد مَا حَاصَرَهُمْ النبى ﷺ أثبتوا فِي حصونكم على دينكُمْ ﴿لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ﴾ من الْمَدِينَة كَمَا أخرج بَنو النَّضِير ﴿لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلاَ نُطِيعُ فيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا﴾ لَا نعين عَلَيْكُم أحدا من أهل الْمَدِينَة ﴿وَإِن قوتلتم﴾ وَإِن قاتلكم مُحَمَّد ﷺ وَأَصْحَابه ﴿لَنَنصُرَنَّكُمْ﴾ عَلَيْهِم ﴿وَالله يَشْهَدُ﴾ يعلم ﴿إِنَّهُمْ﴾ يَعْنِي الْمُنَافِقين ﴿لَكَاذِبُونَ﴾ فِي مقالتهم
﴿لَئِنْ أُخْرِجُواْ﴾ من الْمَدِينَة يَعْنِي بني قُرَيْظَة ﴿لاَ يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ﴾ المُنَافِقُونَ ﴿وَلَئِن قُوتِلُواْ﴾ قَاتلهم مُحَمَّد ﷺ ﴿لَا ينصرونهم﴾ على مُحَمَّد ﷺ ﴿وَلَئِن نصروهم﴾ على مُحَمَّد ﷺ ﴿لَيُوَلُّنَّ الأدبار﴾ منهزمين ﴿ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ﴾ لَا يمْنَعُونَ مِمَّا نزل بهم
ثمَّ قَالَ للْمُؤْمِنين ﴿لأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِّنَ الله﴾ يَقُول خوف الْمُنَافِقين وَالْيَهُود من سيف مُحَمَّد ﷺ وَأَصْحَابه أَشد من خوفهم من الله ﴿ذَلِك﴾ الْخَوْف ﴿بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ﴾ أَمر الله وتوحيد الله
﴿لَا يقاتلونكم﴾ يعْنى بنى قُرَيْظَة وَالنضير ﴿جَمِيعًا إِلاَّ فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ﴾ فِي مَدَائِن وقصور حَصِينَة ﴿أَوْ مِن وَرَآءِ جُدُرٍ﴾ أَو بَيْنكُم وَبينهمْ حَائِط ﴿بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ﴾ يَقُول قِتَالهمْ فِيمَا بَينهم شَدِيد إِذا قَاتلُوا قَومهمْ لَا مَعَ مُحَمَّد ﷺ وَأَصْحَابه ﴿تَحْسَبُهُمْ﴾ يَا مُحَمَّد يَعْنِي الْمُنَافِقين وَالْيَهُود من بني قُرَيْظَة وَالنضير ﴿جَمِيعًا﴾ على أَمر وَاحِد ﴿وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى﴾ مُخْتَلفَة ﴿ذَلِك﴾ الْخلاف والخيانة ﴿بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ﴾ أَمر الله وتوحيده
﴿كَمَثَلِ الَّذين مِن قَبْلِهِمْ﴾ يَقُول مثل بني قُرَيْظَة فِي نقض الْعَهْد والعقوبة كَمثل الَّذين من قبلهم من قبل بنى قُرَيْظَة ﴿قَرِيبًا﴾ بِسنتَيْنِ ﴿ذَاقُواْ وَبَالَ أَمْرِهِمْ﴾ عُقُوبَة أَمرهم بِنَقْض الْعَهْد وهم بَنو النَّضِير ﴿وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ وجيع فِي الْآخِرَة
﴿كَمَثَلِ الشَّيْطَان﴾ يَقُول مثل الْمُنَافِقين مَعَ بني قُرَيْظَة حَيْثُ خذلوهم كَمثل الشَّيْطَان مَعَ الراهب ﴿إِذْ قَالَ لِلإِنسَانِ﴾ الراهب برصيصا ﴿اكفر﴾ بِاللَّه ﴿فَلَمَّا كفر﴾ بِاللَّه خذله ﴿قَالَ إِنِّي بَرِيء مِّنكَ﴾ وَمن دينك ﴿إِنِّي أَخَافُ الله رَبَّ الْعَالمين﴾
﴿فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَآ﴾ عَاقِبَة الشَّيْطَان والراهب ﴿أَنَّهُمَا فِي النَّار خَالِدِينَ فِيهَا﴾ مقيمين فِي النَّار ﴿وَذَلِكَ﴾ الخلود فِي النَّار ﴿جَزَآءُ الظَّالِمين﴾ عُقُوبَة الْكَافرين
﴿يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا﴾ بِمُحَمد ﷺ وَالْقُرْآن ﴿اتَّقوا الله﴾ خَشوا الله ﴿وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ﴾ كل نفس برة أَو فاجرة ﴿مَا قدمت لغد﴾ مَا عملت ليَوْم الْقِيَامَة فَإِنَّمَا تَجِد يَوْم الْقِيَامَة مَا عملت فِي الدُّنْيَا إِن كَانَ خيرا فَخير وَإِن كَانَ شرا فشر ﴿وَاتَّقوا الله﴾ اخشوا الله فِيمَا تَعْمَلُونَ ﴿إِنَّ الله خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ من الْخَيْر وَالشَّر
﴿وَلاَ تَكُونُواْ﴾ يَا معشر الْمُؤمنِينَ فِي الْمعْصِيَة ﴿كَالَّذِين نَسُواْ الله﴾ تركُوا طَاعَة الله فِي السِّرّ وهم المُنَافِقُونَ وَيُقَال تركُوا طَاعَة الله فِي السِّرّ وَالْعَلَانِيَة وهم الْيَهُود ﴿فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ﴾ فخذلهم الله حَتَّى تركُوا طَاعَة الله ﴿أُولَئِكَ هم الْفَاسِقُونَ﴾ الْكَافِرُونَ بِاللَّه فى السِّرّ بعنى الْمُنَافِقين وَإِن فسرت على الْيَهُود يُقَال هم الْكَافِرُونَ بِاللَّه فى السِّرّ وَالْعَلَانِيَة
﴿لَا يَسْتَوِي﴾ فِي الطَّاعَة وَالثَّوَاب ﴿أَصْحَابُ النَّار﴾ أهل النَّار ﴿وَأَصْحَابُ الْجنَّة﴾ أهل الْجنَّة ﴿أَصْحَابُ الْجنَّة هُمُ الفآئزون﴾ فازوا بِالْجنَّةِ ونجوا من النَّار
﴿لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآن﴾ الَّذِي يَقْرَؤُهُ عَلَيْكُم مُحَمَّد ﷺ ﴿على جَبَلٍ﴾ أَصمّ رَأسه فِي السَّمَاء وعرقه فِي الأَرْض السَّابِعَة السُّفْلى ﴿لَّرَأَيْتَهُ﴾
1 / 465