Iluminación del candelabro sobre la interpretación de Ibn Abbas
تنوير المقباس من تفسير ابن عباس
Editorial
دار الكتب العلمية
Ubicación del editor
لبنان
فِي أبي بردة بن مَالك الْأنْصَارِيّ وَعبد الله بن حَدْرَد الْأَسْلَمِيّ إِذْ تنَازعا فِي ذَلِك فَنَهَاهُمَا الله عَن ذَلِك
﴿يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا﴾ بِمُحَمد ﷺ وَالْقُرْآن ﴿اجتنبوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّن﴾ نزلت هَذِه الْآيَة فى رجلَيْنِ من أَصْحَاب النبى ﷺ اغتابا صاحبا لَهما وَهُوَ سلمَان وظنا بأسامة خَادِم رَسُول الله ﷺ ظن السوء وتجسسا هَل عِنْده مَا قَالَ رَسُول الله ﷺ لأسامة أَن أعطهما فنهاهم الله عَن ذَلِك الظَّن والتجسس والغيبة فَقَالَ يأيها الَّذين آمنُوا بِمُحَمد ﷺ وَالْقُرْآن اجتنبوا كثيرا من الظَّن مِمَّا تظنون بأخيكم من مدخله ومخرجه ﴿إِنَّ بَعْضَ الظَّن﴾ ظن السوء وتخفونه ﴿إِثْمٌ﴾ مَعْصِيّة وَهُوَ مَا ظن رجلَانِ بأسامة بن زيد ﴿وَلاَ تَجَسَّسُواْ﴾ وَلَا تبحثوا عَن عيب أخيكم وَلَا تَطْلُبُوا مَا ستر الله عَلَيْهِ وَهُوَ مَا تجسس الرّجلَانِ ﴿وَلاَ يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا﴾ وَهُوَ مَا اغتاب الرّجلَانِ بِهِ سلمَان ﴿أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا﴾ حَرَامًا بِغَيْر الضَّرُورَة ﴿فكرهتموه﴾ تحرموا أكل الْميتَة بِغَيْر الضَّرُورَة وَكَذَلِكَ الْغَيْبَة فحرموها ﴿وَاتَّقوا الله﴾ اخشوا الله فِي أَن تَغْتَابُوا أحدا ﴿إِنَّ الله تَوَّابٌ﴾ متجاوز لمن تَابَ من الْغَيْبَة ﴿رَّحِيمٌ﴾ لمن مَاتَ على التَّوْبَة
﴿يَا أَيهَا النَّاس إِنَّا خَلَقْنَاكُم﴾ نزلت هَذِه الْآيَة فِي ثَابت بن قيس بن شماس حَيْثُ قَالَ لرجل أَنْت ابْن فُلَانَة وَيُقَال نزلت فِي بِلَال مُؤذن النبى ﷺ وَنَفر من قُرَيْش سُهَيْل بن عَمْرو والْحَارث بن هِشَام وَأبي سُفْيَان بن حَرْب قَالُوا لِبلَال عَام فتح مَكَّة حَيْثُ سمعُوا أَذَان بِلَال مَا وجد الله وَرَسُوله رَسُولا غير هَذَا الْغُرَاب فَقَالَ الله يأيها النَّاس إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ ﴿مِّن ذَكَرٍ وَأُنْثَى﴾ من آدم وحواء ﴿وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا﴾ يَعْنِي الأفخاذ ﴿وَقَبَآئِلَ﴾ يعْنى رُءُوس الْقَبَائِل وَيُقَال شعوبًا موَالِي وقبائل عربا ﴿لتعارفوا﴾ لكَي تعرفوا إِذا سئلتم مِمَّن أَنْتُم فتقولوا من قُرَيْش من كِنْدَة من تَمِيم من بجيلة ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ﴾ فِي الْآخِرَة ﴿عَندَ الله﴾ يَوْم الْقِيَامَة ﴿أَتْقَاكُمْ﴾ فِي الدُّنْيَا هُوَ بِلَال ﴿إِنَّ الله عَلِيمٌ﴾ بحسبكم ونسبكم ﴿خَبِيرٌ﴾ بأعمالكم وبإكرامكم عِنْد الله
﴿قَالَتِ الْأَعْرَاب آمَنَّا﴾ نزلت هَذِه الْآيَة فِي بني أَسد أَصَابَتْهُم سنة شَدِيدَة فَدَخَلُوا فِي الْإِسْلَام متوافرين بِأَهَالِيِهِمْ وذراريهم وَجَاءُوا إِلَى النبى ﷺ بِالْمَدِينَةِ ليصيبوا من فَضله فغلوا أسعار الْمَدِينَة وأفسدوا طرقها بالعذرات وَكَانُوا منافقين يَقُولُونَ أطعمنَا وَأَكْرمنَا يَا رَسُول الله فَإنَّا مخلصون مصدقون فِي إيمَاننَا وَكَانُوا منافقين فِي دينهم كاذبين فِي قَوْلهم فَذكر الله مقالتهم فَقَالَ قَالَت الْأَعْرَاب بَنو أَسد آمنا صدقنا فِي إيمَاننَا بِاللَّه وَرَسُوله ﴿قُل﴾ لَهُم يَا مُحَمَّد ﴿لَّمْ تُؤْمِنُواْ﴾ لم تصدقوا فِي إيمَانكُمْ بِاللَّه وَرَسُوله ﴿وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا﴾ أَي استسلمنا من السَّيْف والسبي ﴿وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَان﴾ لم يدْخل حب الْإِيمَان وتصديق الْإِيمَان ﴿فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُواْ الله وَرَسُولَهُ﴾ فِي السِّرّ كَمَا أطعتموهما فِي الْعَلَانِيَة وتتوبوا من الْكفْر والسر والنفاق ﴿لاَ يَلِتْكُمْ مِّنْ أَعْمَالِكُمْ﴾ لَا ينقصكم من ثَوَاب حسناتكم ﴿شَيْئًا إِنَّ الله غَفُورٌ﴾ لمن تَابَ مِنْكُم ﴿رَّحِيمٌ﴾ لمن مَاتَ على التَّوْبَة
ثمَّ بَين نعت الْمُؤمنِينَ المصدقين فِي إِيمَانهم فَقَالَ ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ﴾ المصدقون فِي إِيمَانهم ﴿الَّذين آمَنُواْ بِاللَّه﴾ صدقُوا فِي إِيمَانهم بِاللَّه ﴿وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُواْ﴾ لم يشكوا فِي إِيمَانهم ﴿وَجَاهدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وأنفسهم فِي سَبِيل الله﴾ فِي طَاعَة الله ﴿أُولَئِكَ هُمُ الصادقون﴾ المصدقون فِي إِيمَانهم وجهادهم
﴿قُلْ﴾ يَا مُحَمَّد لبني أَسد ﴿أَتُعَلِّمُونَ الله﴾ أتخبرون الله ﴿بِدِينِكُمْ﴾ الَّذِي أَنْتُم عَلَيْهِ أمصدقون بِهِ أم مكذبون ﴿وَالله يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْض﴾ مَا فِي قُلُوب أهل السَّمَوَات وَمَا فِي قُلُوب أهل الأَرْض ﴿وَالله بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ من سر أهل السَّمَوَات وَالْأَرْض
﴿يَمُنُّونَ عَلَيْكَ﴾ يَا مُحَمَّد بَنو أَسد ﴿أَنْ أَسْلَمُواْ﴾ وَهُوَ قَوْلهم أطعمنَا وَأَكْرمنَا يَا رَسُول الله فقد أسلمنَا متوافرين ﴿قُل﴾ لَهُم يَا مُحَمَّد ﴿لاَّ تَمُنُّواْ عَلَيَّ إِسْلاَمَكُم﴾ بإسلامكم ﴿بَلِ الله يَمُنُّ عَلَيْكُمْ﴾ بل لله الْمِنَّة عَلَيْكُم ﴿أَنْ هَداكُمْ﴾ أَن دعَاكُمْ ﴿لِلإِيمَانِ﴾ لتصديق الْإِيمَان ﴿إِنُ كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾ بِأَنا
1 / 437