Iluminación del candelabro sobre la interpretación de Ibn Abbas
تنوير المقباس من تفسير ابن عباس
Editorial
دار الكتب العلمية
Ubicación del editor
لبنان
﴿وَاذْكُر رَبك﴾ بالاستنثاء ﴿إِذَا نَسِيتَ﴾ وَلَو بعد حِين ﴿وَقُلْ عَسى أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي﴾ يدلني ويرشدني ﴿لأَقْرَبَ﴾ لأصوب ﴿مِنْ هَذَا رَشَدًا﴾ صَوَابا ويقينًا نزلت هَذِه الْآيَة فِي شَأْن النَّبِي ﷺ إِذْ قَالَ لمشركي أهل مَكَّة غَدا أَقُول لكم فَلم يقل إِن شَاءَ الله فِيمَا سَأَلُوهُ عَن خبر الرّوح
﴿وَلَبِثُوا﴾ مَكَثُوا ﴿فِي كهفهم ثَلَاث مائَة سِنِينَ وازدادوا تِسْعًا﴾ تسع سِنِين وَهَذَا قبل أَن أيقظهم الله
﴿قُلِ﴾ يَا مُحَمَّد ﴿الله أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُواْ﴾ بِمَا مَكَثُوا بعد ذَلِك ﴿لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَات وَالْأَرْض﴾ مَا غَابَ عَن الْعباد ﴿أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ﴾ مَا أبصره وأعلمه بهم وشأنهم ﴿مَا لَهُم مِّن دُونِهِ﴾ من دون الله ﴿مِن ولي﴾ يحفظهم وَيُقَال مَالهم لأهل مَكَّة من دونه من عَذَاب الله من ولي قريب يَنْفَعهُمْ ﴿وَلاَ يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ﴾ فِي حكم الْغَيْب ﴿أَحَدًا﴾
﴿واتل مَآ أُوْحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ﴾ يَقُول اقْرَأ عَلَيْهِم الْقُرْآن وَلَا تزد فِيهِ وَلَا تنقص مِنْهُ ﴿لاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ﴾ لَا مغير لكلماته ﴿وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ﴾ من دون الله ﴿مُلْتَحَدًا﴾ ملْجأ
﴿واصبر نَفْسَكَ﴾ احْبِسْ نَفسك ﴿مَعَ الَّذين يَدْعُونَ رَبَّهُم﴾ يعْبدُونَ رَبهم ﴿بِالْغَدَاةِ والعشي﴾ غدْوَة وَعَشِيَّة يَعْنِي سلمَان وَأَصْحَابه ﴿يُرِيدُونَ وَجْهَهُ﴾ يُرِيدُونَ بذلك وَجه الله وَرضَاهُ ﴿وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ﴾ لَا تجَاوز عَيْنَاك عَنْهُم ﴿تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاة الدُّنْيَا﴾ يُرِيدُونَ الزِّينَة ﴿وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا﴾ عَن توحيدنا ﴿وَاتبع هَوَاهُ﴾ فِي عبَادَة الْأَصْنَام ﴿وَكَانَ أَمْرُهُ﴾ قَوْله ﴿فُرُطًا﴾ ضائعًا نزلت هَذِه الْآيَة فِي عُيَيْنَة بن حصن الْفَزارِيّ
﴿وَقُلِ﴾ لعيينة ﴿الْحق﴾ لَا إِلَه إِلَّا الله ﴿مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ﴾ هَذَا وَعِيد من الله وَيُقَال فَمن شَاءَ فليؤمن يَقُول من شَاءَ الله لَهُ الْإِيمَان آمن وَمن شَاءَ فليكفر من شَاءَ الله لَهُ الْكفْر كفر ﴿إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ﴾ لعيينة وَأَصْحَابه ﴿نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا﴾ سرادق النَّار يُحِيط بهم ﴿وَإِن يَسْتَغِيثُواْ﴾ للغصة بِالْمَاءِ ﴿يُغَاثُواْ بِمَآءٍ كَالْمهْلِ﴾ كدردي الزَّيْت وَيُقَال كالفضة المذابة ﴿يَشْوِي الْوُجُوه﴾ ينضج الْوُجُوه ﴿بِئْسَ الشَّرَاب وَسَآءَتْ مُرْتَفَقًا﴾ منزلا يَقُول بئس الدَّار دَار رفقائهم الشَّيَاطِين وَالْكفَّار
﴿إِن الَّذين آمنُوا﴾ بِمُحَمد ﷺ وَالْقُرْآن ﴿وَعَمِلُواْ الصَّالِحَات﴾ الطَّاعَات فِيمَا بَينهم وَبَين رَبهم ﴿إِنَّا لاَ نُضِيعُ﴾ لَا نبطل ﴿أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا﴾ ثَوَاب من أخْلص عملا
﴿أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ﴾ مَقْصُورَة الرَّحْمَن ﴿تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ﴾ أَي من تَحت شجرهم ومساكنهم ﴿الْأَنْهَار﴾ أَنهَار الْخمر وَالْمَاء وَالْعَسَل وَاللَّبن ﴿يُحَلَّوْنَ فِيهَا﴾ يلبسُونَ فِي الْجنَّة ﴿مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ﴾ أقلبة ذهب ﴿وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِّن سندس﴾ مالطف من الديباج ﴿وإستبرق﴾ مَا ثخن من الديباج ﴿متكئين فِيهَا﴾ جالسين فِيهَا فِي الْجنَّة ﴿عَلَى الأرآئك﴾ فِي الحجال ﴿نِعْمَ الثَّوَاب﴾ الْجَزَاء الْجنَّة ﴿وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا﴾ منزلا يَقُول حسنت الدَّار دَار رفقائهم الْأَنْبِيَاء والصالحون
1 / 246