والحكم العقلي ينقسم إلى ثلاث قاعدات :القاعدة الأولى من المعنى الأول: هو ما يجب لذات الله تعالى من الصفات ، والقاعدة الثانية من المعنى الأول ما يستحيل لذات الله من الصفات ، والقاعدة الثالثة هو من المعنى الثاني الجائز في صفات الله تعالى ، ويسمى الممكن ولا يكون إلا في الأفعال وذلك على أنواع :
النوع الأول: ما قد أوجده الله تعالى وعلم بالنظر أو بالسمع أو بالعقل فلا يمكن إلا أنه هو أوجده ، وما علم بالنظر أو بالسمع أو بخبر من الله تعالى أو خبر نبي أنه قد أوجده أو سيوجده أو أنه لا يوجده ، فلا يمكن خلاف ذلك ، وما تقوم به (¬1) الحجة بمعرفته من العقل بعد السماع[43/ب] به لزم الإيمان به من كل من سمع به .
والنوع الآخر: فيما لا تقوم الحجة بمعرفته إلا بالسماع فلا تقوم الحجة بلزوم التصديق إلا بقول إلهي تنزيلي أو بقول نبي.
والنوع الثالث: ما يستحيل إيجاده في التدبير ، وغير مستحيل[22/أ] في قدرة الله تعالى، فهو في الحكم من الممكن ، وكذلك ما هو غير مستحيل إيجاده في التدبير ولم يعلم أنه وجد أم لا .
والنوع الرابع: المستحيل إيجاده ولا يجوز أن يقال أنه غير مستحيل في القدرة ، أو في [37/ج] التدبير كإيجاده سبحانه وتعالى خلقا مثله فهو كفر عظيم ، وكذلك معنى إيجاده خلقا يراه فهو من المستحيل ، ولا يجوز أن يقال غير مستحيل في قدرته ، ولا إنه إذ كان مستحيلا في قدرته إيجاد ذلك كذلك فهو عاجز عن إيجاده كذلك ؛ لأنه إذا كان من الممكن كان من الممكن رؤيته ، ولو لم[44/ب] يكن لا لبراءة أحد ؛ لأنه من (¬2) الممكن في القدرة و (¬3) هو ممكن وجائز أن يكون كان (¬4) أو لم يكن أو سيكون أولا سيكون فلا ينفك عن أن يكون ممكنا مما لا سيكون ، ولا يجوز أن يكون من الممكن في القدرة إيجاد مخلوق يكون مثل الله ولا فيه صفة من صفاته تعالى .
¬__________
(¬1) سقط في أ.
(¬2) سقط في أ.
(¬3) سقط في أ.
(¬4) سقط كان في ب.
Página 70