ومع الخوارج أن عليا ليس بإمام عليهم ، ولا على معاوية حين خروجه على الخوارج ثم على معاوية ، وأنهم لم يحكموا فيه إلا بما فعله بنفسه لا زيادة في ذلك ؛ لأنه بالإجماع من جميع أهل المذاهب [26/ب]الإسلامية أن إمامته قلد أمرها حين قاتله معاوية على أن يترك إمامته وينصب المسلمون الفريقان من يرضى به الفريقان ، وقاتله علي على هذه المطالبة ثم أجابه أن يقلدها حكمين : حكما من ذويه [وحكما] (¬1) من ذوي معاوية عمرو بن العاص (¬2) وزير معاوية الذي كان علي يقاتله ، واللذان يحكمان له بها، وينصبانه من المسلمين من أهل الحق كما طلبه منه معاوية في أول الأمر يكون هو الإمام ويكون الفريقان راضين بذلك .
¬__________
(¬1) سقط في ب.
(¬2) عمرو بن العاص بن وائل السهمي القرشي ،أبو عبد الله :فاتح مصر وأحد عظماء العرب ودهاتهم ، وأولي الرأي والحزم والمكيدة فيهم . كان في الجاهلية من الأشداء على الإسلام ، أسلم في هدنة الحديبية ولاه النبي صلى الله عليه وسلم إمرة جيش ذات السلاسل وأمده بأبي بكر وعمر ثم استعمله على عمان وفي الفتنة بين علي ومعاوية كان مع معاوية.(الاستيعاب ،بهامش الإصابة 2 / 501 والإصابة ت5884، تاريخ الإسلام للذهبي 2/ 235-240).
Página 56