Iluminación de las mentes
تنوير العقول لابن أبي نبهان تحقيق؟؟
Géneros
فإن قلت : قد قلت أنه لا يجوز الاختلاف في التوحيد ، أليس مسألة خلق القرآن جاز فيها الاختلاف ، و بعضهم قال هو من صفات الله ، و بعضهم قال لا ، فهلا جاز الاختلاف في صفة من صفات الله تعالى ؟ ، فالجواب : تعالى الله أن يجوز الاختلاف في شيء من صفاته الواجبة أو المستحيلة عن وصفه بها ، و إنما جاز في القرآن الاختلاف بنفسه ، هل هو المراد به النظم لا غير ، أم المراد بالنظم توصيل إلى معرفة ذاته ، و ذاته هو كلام ذات الله [109/ج] تعالى فيكون كلاما نفسيا ، أي كلام نفس ذات الله تعالى ، فكلام ذات الله لا يجوز فيه الاختلاف إلا أنه غير مخلوق ، و لا هو [هو] (¬1) و لا هو شيء غيره حل فيه تعالى الله عن ذلك .
فمن اعتقد أن كلام القرآن هو القرآن و هو نظمه و ليس له ذات غير ذلك و معانيه ، و قد قال الله تعالى في تصحيح هذا القول " لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا " (¬2)
لم يجز له إلا أن يقول أنه مخلوق ، و إن قال أنه غير مخلوق ، و هو يعتقده كذلك فقد كفر و لا اختلاف في ذلك ؛ لأنه قد جعل لله شريكا في القدم [117/] و هو الحرف و الكلام العربي الذي تضمنه القرآن ، و نظم الكلام العربي ، و يهلك بالشك إن شك في ذلك و لا ينفعه اعتقاد السؤال مع الشك ؛ لأن معرفة الله أنه لا شريك له تقوم به الحجة من العقل بمعرفته مهما خطر بالبال.
¬__________
(¬1) سقط في ب .
(¬2) سورة الإسراء:88.
Página 149