وروى جعفر بن [أبي] المغيرة، عن سعيد بن جبير في الآية قال: ثمانية صفوف من الملائكة، وقال أسد بن موسى، ثنا يوسف بن زياد، عن أبي إلياس ابن بنت وهب بن منبه قال: وقال وهب بن منبه: إن حول العرش سبعون ألف ملك من الملائكة، صفا خلف صف، يدورون حول العرش الليل والنهار، يقبل هؤلاء، ويدبر هؤلاء، فإذا استقبل بعضهم بعضا، هلل هؤلاء ، وكبر هؤلاء، ومن ورائهم سبعون ألف صف، قيام أيديهم إلى أعناقهم، قد وضعوها على عواتقهم، فإذا سمعوا تهليل أولئك وتكبيرهم رفعوا أصواتهم، وقالوا: سبحانك وبحمدك، أنت الذي لا إله إلا أنت، الأكبر الأكبر ذخر الخلائق كلهم، ومن وراء هؤلاء مائة ألف صف من الملائكة، قد وضعوا اليد اليمنى على اليسرى على نحورهم، من رؤسهم إلى أقدامهم شعر، ووبر، وزغب، وريش، ليس فيها شعرة ولا وبرة، ولا زغبة، ولا ريشة، ولا مفصل، ولا قصبة، ولا عظم، ولا عصبة، ولا جلد، ولا لحم، إلا وهو يسبح لله تعالى وبحمده بلون من التسبيح، والتحميد لا يسبحه الآخر، وما بين حاجبي الملك مسيرة ثلاثمائة عام، وما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة أربعمائة عام، وما بين كتفي أحدهم مسيرة خمسمائة عام، وما بين ثديي أحدهم مثل ذلك، ومن قدمه إلى كعبه مسيرة خمسمائة عام وما بين ركبتيه إلى كعبيه مسيرة مائتي عام، وما بين فخذه إلى أضلاع جنبيه مسيرة ثلاثمائة عام، وما بين ضلعين من أضلاعه مسيرة مائتي عام، وما بين كفيه إلى مرفقه مسيرة مائتي عام، وما بين مرفقه إلى منكبيه مسيرة مائة عام، وما بين مرفقيه إلى أصل منكبه مسيرة ثلاثمائة عام، وإن كفيه لو أذن الله له أن يأخذ بإحديهما جبال الأرض كلها فعل، وبالأخرى أرض الدنيا كلها فعل.
Página 119