Tanqueo de la decisión diligente sobre la explicación de los principios del hadiz
تنقيح القول الحثيث بشرح لباب الحديث
Investigador
بدون
Editorial
مطبعة مصطفى البابي الحلبي
Número de edición
الرابعة
Año de publicación
1377هـ / 1957م
Ubicación del editor
القاهرة / مصر
الأذكار : واعلم أن النياحة رفع الصوت بالندب ، والندب تعديد النادبة بصوتها محاسن الميت . وقيل : هو البكاء عليه مع تعديد محاسنه . قال أصحابنا ويحرم رفع الصوت بإفراط البكاء ، وأما البكاء على الميت من غير ندب ولا نياحة فليس بحرام انتهى . ( قال النبي صلى الله عليه وسلم : النياحة عمل من أعمال الجاهلية ) وفي رواية لابن ماجه النياحة من أمر الجاهلية ، وإن النائحة إذا ماتت ولم تتب قطع الله لها ثيابا من قطران ودرعا من لهب النار . قال ابن حجر : فيحرم الندب وهو تعديد محاسن الميت كوا جبلاه ، والنوح وهو رفع الصوت بالندب ومثله إفراط رفعه بالبكاء ، وإن لم يقترن بندب ولا نوح وضرب نحو الخد وشق نحو الجيب ونشر الشعر وحلقه ونتفه ، وتسويد الوجه وإلقاء الرماد على الرأس ، والدعاء بالويل والثبور أي الهلاك وكل شيء فيه تغيير للزي ، كلبس ما لايعتاد لبسه أصلا ، وكترك شيء من لباسه والخروج بدونه على خلاف العادة . ( وقال عليه الصلاة والسلام : من فعل النياحة عدو لله والملائكة والناس أجمعين . وقال صلى الله عليه وسلم : تجيء النائحة يوم القيامة ) أي الوقف ( تنبح كنبح الكلب ) وهذا يدل على أن النوح من الكبائر . وفي حديث ضعيف لابن عساكر عن أبي هريرة : تجعل النوائح ، أي من النساء يوم القيامة صفين : صف عن يمينهم وصف عن يسارهم أي أهل النار فينبحن على أهل النار كما تنبح الكلاب ( وقال عليه الصلاة والسلام : تجيء النائحة يوم القيامة ) أي إلى الموقف ( شعثاء ) أي متلبدا شعرها وسخا جسدها ( غبراء ) أي كثيرة الغبار في بدنها ( عليها ) أي النائحة ( جلباب ) أي ملحفة ( من نار وتضع يدها على رأسها وتقول وا ويلاه ) فوا حرف نداء وندبة ويلاه منادى مندوب به والألف للندبة والهاء للاستراحة ، ومعنى النداء يا هلاكي أقبل ويا حزني أقبل ويا عذابي احضر فهذا وقتك ، ولأنها نادت الويل أن يحضرها لما عرض لها من الأمر الفظيع ، وفي حديث الإمام أحمد ومسلم عن أبي مالك الأشعري : النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب ، والسربال قميص وكذا الدرع والقطران بفتح فكسر نحاس مذاب ، أو ما تداوى به الإبل ، والمعنى أنه يصير جلدها أجرب حتى يكون الجرب كقميص على بدنها ، وسر ذلك أن الأجرب سريع الألم لتقرح جلده والقطران يقوي اشتعال النار ( وقال صلى الله عليه وسلم : لعن الله النائحة ) أي الرافعة صوتها بالندب ويقال لها الصالقة أيضا ( والمستمعة ) أي لنوحها ( والحالقة ) أي لرأسها عند المصيبة ( والخارقة ) أي لثوبها ( والشاقة ) أي لجيب قميصها ( والسالغة ) بالغين المعجمة أي الخادشة لوجهها ( والواشمة ) أي التي تشم غيرها ( والمستوشمة ) أي التي تطلب الوشمة ( والسلطاء ) أي الصائحة ( والمرطاء ) أي التي تنتف شعرها عند المصيبة ، وفي خبر الشيخين عن عمر بن الخطاب أن الميت ليعذب ببكاء الحي ، أي بكاء مذموما بأن اقترن بنحو ندب أو نوح لا بمجرد دمع العين ، ومحل ذلك التعذيب إذا أوصاهم بفعل البكاء المذموم كما هو عادة الجاهلية كقول طرفة لزوجته من بحر الطويل : | إذا مت فأنعيني بما أنا أهله | وشقي علي الجيب يا ابنة معبد | ( وقال عليه الصلاة والسلام : من ناح عند المصيبة كتب اسمه في ديوان المنافقين ) وفي الزواجر قال أصحابنا وغيرهم ويتأكد لمن ابتلي بمصيبة بميت ، أو في نفسه أو أهله أو ماله ، وإن خفت أن يكثر من قول إنا لله وإنا إليه راجعون أأجرني في مصيبتي ، واخلف لي خيرا منها لخبر مسلم ، إن من قال ذلك آجره الله وأخلف له خيرا منها ، ولأنه تعالى وعد من قال ذلك بأن عليهم صلوات من ربهم ورحمة ، وأنهم المهتدون أي للترجيح أو للجنة والثواب ( وقال عليه الصلاة والسلام : صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة مزمار عند نعمة ) أي زمر بالمزمار عند حادث سرور ( ورنة ) بتشديد النون أي صيحة ( عند مصيبة ) رواه البزار عن أنس بإسناد صحيح ( وقال عليه الصلاة والسلام : من خرق بيده جيبا ) وهو ما ينفتح من القميص على الصدر ( أو خدش خدا ) أي جرحه بالأظفار ( أو ضربه ) أي الخد ( أو ناح عند المصيبة كان عاصيا لله ورسوله ) وفي رواية ابن ماجه وابن حبان عن أبي أمامة لعن الله الخامشة وجهها والشاقة جيبها ، والداعية بالويل والثبور ، أي وذلك كقولها يا حزني ويا هلاكي ، فالويل الحزن والثبور الهلاك . ( وقال عليه الصلاة والسلام : لا يحل للمرأة أن تطرح شعر رأسها عند المصيبة فإن طرحت شعر رأسها ، كتب الله لها بكل شعرة حية على أعضائها يوم القيامة ، وكانت ممن عصى الله ولعنها الله والملائكة والأنبياء والناس أجمعون ) وفي رواية للنسائي عن أبي موسى الأشعري بإسناد صحيح : ليس منا من سلق ولا من حلق ولا من خرق ، أي ليس من أهل سنتنا من رفع صوته في المصيبة بالبكاء والنوح ، ولا من حلق شعره في المصيبة ، ولا من خرق ثوبه جزعا . ( وقال صلى الله عليه وسلم : ليس منا ) أي من أهل طريقنا ( من لطم الخدود ) أي عند المصيبة وخص الخد بذلك لكونه الغالب في ذلك ، وإلا فضرب بقية البدن داخل في ذلك كذا أفاد العزيزي ( وشق الجيوب ) جمع جيب وهو ما يفتح من القميص ليدخل فيه الرأس للبسه ، وجمع الخدود والجيوب باعتبار إرادة الجمع للتغليظ ( ودعا بدعوى الجاهلية ) وهي زمن الفترة قبل الإسلام ، أي نادى بمثل ندائهم نحو واكهفاه واجبلاه واسنداه رواه أحمد والشيخان والترمذي والنسائي وابن ماجه عن ابن مسعود . وليس المراد بهذا الحديث إخراج من فعل ذلك من الدين ، ولكن فائدة قوله ليس منا المبالغة في الردع عن الوقوع في مثل ذلك كما يقول الرجل لولده عند معاتبته لست منك ولست مني ، أي ما أنت على طريقتي ، وفي المعنى ليس على ديننا الكامل ، وكأن السبب في ذلك ما تضمنه ذلك من عدم الرضا بالقضاء . وروي في الحديث : من أصابته مصيبة فخرق عليها ثوبا أو لطم خدا أو شق جيبا أو نتف شعرا ، فكأنما أخذ رمحا يريد أن يحارب به ربه انتهى . |
1 ( الباب الأربعون في فضيلة الصبر عند المصيبة ) 1
وفي الحديث ما أصيب عبد بمصيبة إلا لذنب لم يغفر إلا بها ، أو درجة لم
Página 75