Tanqueo de la decisión diligente sobre la explicación de los principios del hadiz
تنقيح القول الحثيث بشرح لباب الحديث
Investigador
بدون
Editorial
مطبعة مصطفى البابي الحلبي
Número de edición
الرابعة
Año de publicación
1377هـ / 1957م
Ubicación del editor
القاهرة / مصر
المسجد من غير دعاء قال الله تعالى : { فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب } [ الشرح : 8 ] أي إذا فرغت من العبادة فانصب في الدعاء ، وارغب فيما عند الله ، واطلبه منه وقد جاء في الحديث عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إذا قام الإمام في محرابه وتواترت الصفوف نزلت الرحمة ، فأول ذلك تصيب الإمام ثم من عن يمينه ، ثم من عن يساره ، ثم تتفرق الرحمة على الجماعة ، ثم ينادي ملك ربح فلان وخسر فلان فالرابح من يرفع يديه بالدعاء إلى الله تعالى إذا فرغ من صلاته المكتوبة ، والخاسر الذي خرج من المسجد بلا دعاء ، فإذا خرج بلا دعاء قالت الملائكة : يا فلان استغنيت عن الله تعالى ما لك عند الله حاجة ) انتهى ( وقال النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء مخ العبادة ) أي خالصها رواه الترمذي عن أنس ، وهو حديث صحيح وإنما كان مخها لأمرين : أحدهما أنه امتثال أمر الله تعالى حيث قال ادعوني فهو مخ العبادة وخالصها ، والثاني أنه إذا رأى نجاح الأمور من الله تعالى قطع أمله عمن سواه ، ودعاه لحاجته وحده ، وهذا هو أصل العبادة ، ولأن الغرض من العبادة الثواب عليها ، وهو المطلوب بالدعاء وقال الحكيم : إنما صار مخا لأنه تبرأ من الحول والقوة ، واعترف بأن الأشياء كلها له تعالى ، وتسليم إليه قال سيدي الشيخ عبد القادر : والأدب في الدعاء أن يمد يديه ، ويحمد الله تعالى ، ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم يسأل حاجته ولا ينظر إلى السماء في حال دعائه ، وإذا فرغ مسح يديه على وجهه لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( سلوا الله ببطون أكفكم ) اه . ( وقال صلى الله عليه وسلم : إن الله تعالى يحب الملحين في الدعاء ) أي الملازمين له بإخلاص وصدق نية رواه الحكيم وابن عدي والبيهقي عن عائشة ، وهو حديث ضعيف . وفي لفظ يحب اللحاح في الدعاء : أي المقبل عليه والمواظب عليه ، وفي الإحياء قال صلى الله عليه وسلم : ( إن العبد لا يخطئه من الدعاء إحدى ثلاث إما ذنب يغفر له ، وإما خير يعجل له ، وإما خير يدخر له ) . وقال أبو ذر رضي الله عنه : يكفي من الدعاء مع البر ما يكفي الطعام من الملح انتهى . ( وقال صلى الله عليه وسلم : ليس شيء أكرم ) بالنصب خبر ليس ( على الله تعالى من الدعاء ) لدلالته على اعتراف الداعي بالعجز والافتقار إلى ربه والذل والإنكار رواه أحمد والبخاري والترمذي والنسائي عن أبي هريرة وأسانيده صحيحة . | وفي الإحياء قال صلى الله عليه وسلم : ( سلوا الله تعالى من فضله ، فإنه تعالى يحب أن يسأل ، وأفضل العبادة انتظار الفرج ) . ( وقال صلى الله عليه وسلم : يقول الله تعالى يا عبدي أنا عند ظنك ) أي إن ظن بي خيرا فله مقتضى ظنه ، وإن ظن بي شرا بأن ظن أني أفعل به شرا فله ما ظن . ( وأنا معك ) أي بالتوفيق ( إذا دعوتني ) فأسمع ما تقول فأجيبك ، وفي رواية العسكري عن أبي هريرة بإسناد حسن قال الله تعالى : من لا يدعوني أغضب عليه بإثبات حرف العلة في يدعوني ، فينبغي للإنسان أن لا يغفل عن الطلب من ربه كذا أفاد العزيزي ( وقال صلى الله عليه وسلم : من لم يدع الله تعالى يغضب عليه ) قال سيدي الشيخ عبد القادر قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة رضي الله عنه : ( من لا يسأل الله يغضب عليه ) وقال الشاعر : | الله يغضب إن تركت سؤاله | وبني آدم حين يسأل يغضب | ( قال صلى الله عليه وسلم : ترك الدعاء معصية ) أي لعدم امتثال الأمر ( وقال صلى الله عليه وسلم : الدعاء سلاح المؤمن ) أي به يدافع البلاء كما يدافع عدوه بالسلاح ( وعماد الدين ) أي عموده الذي يقوم عليه ( ونور السموات والأرض ) أي يكون للداعي نور فيهما رواه أبو يعلى والحاكم عن علي وهو حديث صحيح . ( وقال صلى الله عليه وسلم : دعوة المظلوم ) على من ظلمه ( مستجابة وإن كان فاجرا ففجوره على نفسه ) رواه الطيالسي وأبو داود عن أبي هريرة ورواه عنه أحمد ، وإسناده عنه حسن ، وذلك لأنه مضطر ملتجىء إلى ربه ( وقال صلى الله عليه وسلم : اتقوا دعوة المظلوم ) أي تجنبوا الظلم لئلا يدعو عليكم المظلوم ، وفي ذلك تنبيه على المنع من جميع أنواع الظلم ( فإنها تحمل على الغمام ) أي يأمر الله تعالى بارتفاعها حتى تجاوز الغمام ، أي السحاب الأبيض حتى تصل إلى حضرته تعالى ( يقول الله وعزتي وجلالي لأنصرنك ) بنون التوكيد الثقيلة وفتح الكاف ، أي لأستخلصن لك الحق من ظلمك ( ولو بعد حين ) أي أمد طويل رواه الطبراني والضياء عن خزيمة بن ثابت بإسناد صحيح ( وقال صلى الله عليه وسلم : اتقوا دعوة المظلوم ) أي فإنها مقبولة ( وإن كان ) أي المظلوم ( كافرا ) أي معصوما ( فإنه ) أي الشأن ( ليس دونها حجاب ) أي ليس بينها وبين القبول مانع رواه أحمد والضياء المقدسي عن أنس بن مالك ، وإسناده صحيح قال ابن العربي هذا مقيد بالحديث الآخر ، إن الداعي على ثلاث مراتب ، إما أن يعجل له ما طلب ، وإما أن يدخر له أفضل منه ، وإما أن يدفع عنه من السوء مثله . | ( خاتمة ) هذا الدعاء لسيدي الشيخ عبد القادر الجيلاني الحمد لله الذي خلق السموات والأرض ، لا إله إلا هو عليه توكلت ، وهو رب العرش العظيم سبحانه وتعالى عما يشركون ، اللهم اغفر لنا ذنوبنا ما أظهرنا وما أسررنا ، وما أخفينا وما أعلنا وما أنت أعلم به منا ، اللهم أعطنا رضاك في الدنيا والآخرة ، واختم لنا بالسعادة والشهادة والمغفرة ، اللهم اجعل آخر أعمارنا خيرا ، وخواتيم أعمالنا خيرا ، وخير أيامنا يوم نلقاك ، اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك ، ومن فجاءة نقمتك ، ومن تحويل عافيتك ، اللهم إنا نعوذ بك من درك الشقاء ، وجهد البلاء وشماتة الأعداء ، وتغير النعماء وسوء القضاء ، ونعوذ بك من جميع المكاره والأسواء ، ونسألك اللهم خير العطاء ، اللهم إنا نسألك أن تكشف سقمنا وتبرىء مرضنا ، وترحم موتانا وتصح أبداننا ، وتخلصها لك ، وأن تخلص أدياننا ، وأن تحفظ عياذنا ، وتشرح صدورنا وتدبر أمورنا ، وتستر جرمنا وترد غيابنا ، وأن تثبتنا على ديننا ، ونسألك خيرا ورشدا ، اللهم ربنا إنا نسألك أن تؤتينا حسنة في الدنيا ، وحسنة في الآخرة ، وأن تتوفانا مسلمين برحمتك ، وقنا عذاب النار ، وعذاب القبر يا أرحم الراحمين يا رب العالمين . |
1 ( الباب العشرون في فضيلة الاستغفار ) 1
قال الله تعالى : { واستغفر الله إن الله كان غفورا رحيما } [ النساء :
Página 40