Advertencia a los Sedientos sobre el Manantial del Sediento en el Dibujo Coránico

Hussein Ibn Ali Rajraji d. 899 AH
32

Advertencia a los Sedientos sobre el Manantial del Sediento en el Dibujo Coránico

تنبيه العطشان على مورد الظمآن في الرسم القرآني

Géneros

[2] ليبلغوا الدعوة للعباد **** ويوضحوا مهايع الإرشاد ذكر الناظم في هذا البيت : علة الإرسال المتقدم في البيت الذي قبله ، وهو جواب عن سؤال مقدر ، كأنه قيل له : ما فائدة إرسال الرسل؟ ، فقال : ليبلغوا الدعوة للعباد فاللام في قوله : (( ليبلغوا ))(¬1)لام كي ، ويقال لها - أيضا - لام العلة ، أي أرسل الله - عز وجل - الرسل كي يبلغوا ، أي يوصلوا الدعوة إلى العباد .

ومعنى (( الدعوة )) : [أي](¬2)هي المطالبة بالأوامر والنواهي التي كلف الله بها عباده ، أو تقول معناها : مطالبة العباد بعبادة المعبود ، وكلاهما بمعنى واحد ، فكأنه يقول : أرسل الله - تعالى - الرسل ليبلغوا عن الله - تعالى - إلى عباده ما أمرهم به ونهاهم عنه .

يقال : دعاه يدعو دعوة ، إذا طالبه باتباع طريقته وإجابته إلى ما سأل(¬3)، فدعوة الرسل - عليهم السلام - أممهم : هي طلبهم من أممهم اتباع طريقتهم وإجابتهم إلى ما سألوه .

فقوله : (( ليبلغوا الدعوة للعباد )) ، أي ليوصلوا دعوة الله - عز وجل - إلى العباد التي هي أوامره ، ونواهيه ، واللام في قوله : (( للعباد )) بمعنى إلى(¬4).

كقوله تعالى : { سقناه لبلد ميت }(¬5)، أي إلى بلد ميت .

قوله : (( للعباد )) جمع عبد ، سمي العبد عبدا ، لتذلله وخضوعه ، كما سميت(¬6)الطريق الجادة معبدا لتذللها بوطء الإقدام عليها .

Página 90