Introducción a la Historia de la Filosofía Islámica
تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية
Géneros
21
ومن المتقدمين قبل الغزالي من كانوا حربا على الفلسفة لا يعرفون هوادة ولا لينا، وجل هذا الصنف ممن لم يتذوقوا طعم الفلسفة ولم يتنسموا ريحها. وفي كلامهم من الخلط ما يدل على أنهم لا يتكلمون عن علم فيما عالجوا من أمور الفلسفة، ومن أمثلة ذلك ما جاء في كتاب «مفيد العلوم ومبيد الهموم» للشيخ جمال الدين أبي بكر محمد بن العباس الخوارزمي المتوفى سنة 383ه/993م، «الباب الثالث في الرد على الفلاسفة»: «وهم قوم من اليونانيين تحذلقوا
22
في المعقولات حتى وقعوا في وادي الحيرة والخباط،
23
وتحيروا في الإلهيات، وبنوا مقالاتهم على التشهي المحض والدعاوى الصرف، ويزعمون أنهم أكيس خلق الله، وسياق مذهبهم يدل على أنهم أجهل خلق الله وأحمق الناس، وأساس الإلحاد والزندقة مبني على مذهبهم، والكفر كله شعبة من شعبهم، وكانوا يترهبون لقطع النسل، ورئيسهم أفلاطون الملحد، لعنه الله، قال لموسى بن عمران رسول الله وكليمه: «كل شيء تقوله أصدقك فيه إلا قولك: «كلمني علة العلل».» انظر إلى اعتقاد هذا الخبيث، كان يكذب رسول الله ويعتقد أن الله - تعالى - لا كلام له البتة، تسميته
24
توجب بنفسها من غير اختيار، ويعتقد أن العالم قديم، وإخوانه كأرسطاطاليس وسقراط وجالينوس كلهم ملاحدة العصر وزنادقة الدهر يقينا، فإن هذا تعرفه العلماء دون الأمراء، ثم إن الله - سبحانه وتعالى - علم خبث سرائرهم؛ فأرسل الله عليهم سلا ففرقهم، وعلومهم المشئومة عربتها أقوام في عهد المأمون الخليفة بإذنه ووصيته، ثم اعتقاد الفلاسفة أن الآلهة ثلاثة: المبدأ، والعقل، والنفس، وقضوا بكون العقل والنفس أزليين، وينفون الصفات، ولا يقولون إن الله حي عالم قادر مريد سميع متكلم البتة، وزعموا أن الحركات أزلية سرمدية، إلى غير ذلك، فهم مشركون ملحدون، لعنهم الله!»
25
أما الفقهاء من علماء الدين المتأخرين فالظاهر أنهم لا يرون بين الفلسفة وبين الشعبذة
Página desconocida