Introducción a la Historia de la Filosofía Islámica
تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية
Géneros
أما الشهرستاني فالظاهر أن الفلاسفة عنده يقابلون أهل الديانات والنحل، وهو يقول: «المستبدون بالرأي مطلقا هم المنكرون للنبوات مثل الفلاسفة والصابئة والبراهمة، وهم لا يقولون بشرائع وأحكام أمرية، بل يضعون حدودا عقلية حتى يمكنهم التعايش عليها، والمستفيدون هم القائلون بالنبوات.»
10
وقد كان عند العرب من غير الصابئة والبراهمة من يضعون لهم حدودا عقلية تكفل شيئا من النظام والعدل لمعيشتهم هم حكماؤهم وحكامهم.
وهذا التفكير العقلي وما إليه يسمى فلسفة عند الشهرستاني، ما دام غير معتمد على أساس من الدين، وإن لم يكن على المنهج العلمي.
وصاعد مع قوله بأن العرب لم يمنحهم الله شيئا من علم الفلسفة ولا هيأ طباعهم للعناية به، فإنه لم يتبين لنا ما هي تلك الطبيعة العربية التي تنبو عن الفلسفة.
أما الشهرستاني فقد ميز الطبيعة العربية تمييزا يجعلها قريبة من النظر المجرد والمباحث الكلية التي هي بالفلسفة أشبه، ثم ذكر أن حكماء العرب قليلون وأكثر حكمهم بديهة وارتجال، ولم يبين وجها لقلة حكمائهم مع توفر استعدادهم الطبيعي.
وجاء بعد ذلك عبد الرحمن بن خلدون المتوفى سنة 808ه/1406م فذهب في بيان معنى الفلسفة مذهبا غير بعيد من رأي الشهرستاني؛ فهو يقول في المقدمة: اعلم أن العلوم التي يخوض فيها البشر ويتداولونها في الأمصار تحصيلا وتعليما على صنفين: (1)
صنف طبيعي للإنسان يهتدي إليه بفكره. (2)
وصنف نقلي يأخذه عمن وضعه.
والأول:
Página desconocida