============================================================
السهيد شحمعالمر العدل والتوحيل وأما المانوية فقد بطل مذهبهم من وجوه: أما أولا فإذا كان كل واحد من النور والظلمة حاصلا على هذه الأوصاف من الحياة والقدرة والسمع والبصر فلما اختص أحدهما بأن كان يفعل الخير والآخر يفعل الشر مع تماثلهما وكون تأثيرهما على سبيل الإيجاب.
وأما ثانيا فإذا كانت الظلمة حاصلة على هذه الصفات كالنور وجب آن يستغنى بأحدهما عن الآخر، فلا يستبد أحدهما بشيء إلا ويجب للآخر مثله، وفي ذلك بطلان الاثنينية كما زعمتم.
وأما ثانيا فالظلمة إذا كانت حاصلة لها هذه الأوصاف فلا معنى لقولكم إنها لم تستعمل سمعها وبصرها وعلمها؛ لأن هذا إنما يقال في حق من كان يفعل بالاختيار. فأما ما كان تأثيره على جهة الوجوب فلا تطلق عليه هذه العبارة.
وأما المزدقية فقد بطل قولهم من وجهين: أما أولا فإذا قالوا بأنها حية لذاتها وجب أيضا أن تكون قادرة وعالمة؛ لأن ما وجب لأحد المثلين وجب للآخر، فيلزمهم تماثل النور والظلمة لاشتراكهما في كونهما قديمين وحيين لذاتهما.
و أما ثانيا فكيف تكون فاعلة للشر كله ولا تكون قادرة.
وأما ما ذكروه خامسا من أن تكوين العالم وتركيبه من النور والظلمة فهو باطل لوجهين:
Página 95