============================================================
الشهيد شح معالر العدل والتوحيد أما أولا فلأن المناظرة استفادة أمور مجهولة بواسطة أمور معلومة، فإذا كانت تلك الوسائط غير متحققة الثبوت فلا معنى للمناظرة.
وأما ثانيا فلأن البدائه كلها والمحسوسات أصل في صحة النظر، وهم منكرون لها بأجمعهم، فكيف يمكن الشروع في مناظرتهم مع إنكارها.
ال وأما ثالثا فلأن النظريات في غاية الدقة والخفاء لمن تأمل، فإذا أنكروا الجليات من المشاهدات وغيرها فكيف يرجى فلاحهم فيما هو أغمض منها وأدق.
نعم نعد عليهم آمورا لا بد لهم فيها من الاعتراف بثبوتها، فاسألهم عنها حتى يظهر كذبهم في إنكارهم حقائق الأشياء، وذلك مثل أن تقول لهم: هل تميزون بين الدخول في النار والدخول في الماء ، وهل قميزون بين الايلام بالتقطيع وشرب الماء البارد، وهل تميزون بين مذهبكم وبين ما يناقضه فإن قالوا: لا. ظهرت مكابرتهم، وعند هذا لا يستحقون إلا الايجاع والايلام، وإن اعترفوا سقطت سفسطتهم.
فأما الشبه التي أوردوها فالصحيح أنها لا تستحقق جوابا؛ لأن الجواب عن بيان الخطأ الذي لأجله وقع الغلط في المطلوب، ولما استحال وقوع الخطأ في المطلوب لم تكن الشبه مستحقة للجواب، ومع ذلك فإنا نشير إلى مآخذ الأجوبة فيها.
أما ما ذكروه أولا فالمحسوس هو وجود هذا المشاهد وذلك لا شك فيه، فإما أن هذا الذي شوهد هو الذي شوهد في أول النهار فليس ذلك أمرا محسوسا، فالخطأ فيه لا يكون خطا في المحسوس: ال و أما ما ذكروه ثانيا في النائم فإنا نجد من أنفسنا ضرورة أن هذا الكلام لا يشككنا في علمنا بوجود أنفسنا وآلامنا ولذاتنا، ولا فرق أقوى مما يجده الإنسان من نفسه.
Página 45